responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النور السافر عن أخبار القرن العاشر المؤلف : العَيْدَرُوس    الجزء : 1  صفحة : 158
وَكَانَت غيباً على عين شهودي وَهُوَ مهمل أَي مُطلق عَن الْقُيُود والحروف وَالْحُدُود فعلى الْحَقِيقَة هُوَ عين الشَّاهِد والمشهود وَالسَّلَام على أهل التَّسْلِيم مِمَّن أَتَى الله بقلب سليم وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم
وَمن املائه نفع الله بِهِ حِين سُئِلَ عَن هَذَا الْبَيْت للشَّيْخ عبد الْهَادِي السودي نفع الله بِهِ ... وَأنس الْعُلُوم وَمَا قد كنت تكتبه ... فمحوه وَاجِب من كل مكتتب ...

أمره بنسيان الْعُلُوم وَهِي كَثِيرَة فَمِنْهَا عُلُوم يجب نسيانها لذاتها كعلم السحر والنجوم والرمل والجدل وَالرجز والفال والمنطق عِنْد قوم من أهل الْوَرع وَثمّ عُلُوم يسْتَحبّ نسيانها بِمَعْنى التّرْك لما هُوَ أَعلَى مِنْهَا وَهُوَ علم الصّرْف والنحو وَالْعرُوض والتواريخ والبديع إِلَّا الْمعَانِي وَالْبَيَان لتكفلهما بايضاح مَعَاني الْقُرْآن واظهار بلاغته
وَاعْلَم أَن الْعُلُوم حجب على الْقلب كَمَا قَالَ الإِمَام الْغَزالِيّ رَضِي الله عَنهُ وَإِن الْحجب كَثِيرَة وأقواها الْعلم وَلما كَانَ طلب الْعلم فَرِيضَة على كل مُسلم تكلم فِيهِ الْعلمَاء بأقوال كَثِيرَة مِنْهَا أَنه الْعلم النافع الَّذِي يعرفك بِاللَّه وأسمائه وَصِفَاته وأفعاله وَمَا يَنْبَغِي لَهُ وَمَا يَسْتَحِيل عَلَيْهِ فَهَذَا هُوَ الْعلم الْمَفْرُوض الْمشَار إِلَيْهِ وَيلْحق بِهِ ربع الْعِبَادَات فَوَجَبَ ترك تِلْكَ الْعُلُوم جَمِيعهَا ونسيانها والتجرد لتَحْصِيل الْعلم الْمَفْرُوض وَهُوَ الَّذِي يعرفك بمعبودك وآخرتك وَمَا يقربك إِلَيْهِ فَوَجَبَ عَلَيْك نِسْيَان تِلْكَ الْعُلُوم الشاغلة للقلب عَن التطلع إِلَى أنوار التَّوْحِيد الْفعْلِيّ والصفاتي والذاتي فامح نقوش غير هَذَا من قَلْبك واغسلها من مكتتب سَمعك وبصرك ولوح فكرك حَتَّى يتَوَجَّه قَلْبك لوَاحِد لَا اله إِلَّا هُوَ الْوَاحِد القهار وَالسَّلَام
ذكر الإِمَام الرَّافِعِيّ فِي بعض مصنفاته قَالَ سَمِعت غير وَاحِد من الصَّالِحين يروون عَن الشَّيْخ أبي الْغَيْث بن جميل أَنه قَالَ إِلَى الشَّيْخ والفقيه صاحبا عواجه إِلَى شَيخنَا الشَّيْخ عَليّ الاهدل وطلبا مِنْهُ أَن يذهب مَعَهُمَا إِلَى بعض الْمَوَاضِع فوافقهما وَذَهَبت أَنا مَعَهم فَلَمَّا كَانَ بعض اللَّيَالِي وَإِذا أَنا أنظر الشَّيْخ والفقيه وهما فَوْقنَا فِي الْهَوَاء وَفِي أَيْدِيهِمَا سيفان مسلولان فَذكرت ماا رَأَيْت مِنْهُمَا لشيخي فَقَالَ لي يَا أَبَا الْغَيْث هَذَانِ فِي مقَام التَّوْلِيَة والعز يوليان ويعزلان ويميتان ويحيان باذن الله تَعَالَى وسوف

اسم الکتاب : النور السافر عن أخبار القرن العاشر المؤلف : العَيْدَرُوس    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست