responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النور السافر عن أخبار القرن العاشر المؤلف : العَيْدَرُوس    الجزء : 1  صفحة : 135
وَأما الْمَعْقُول فالنكتة فِيهِ مَا ذكره الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ أَن الشّعْر حسنه حسن وقبيحه قَبِيح وَلذَلِك قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَن من الشّعْر لحكمة
وَالْمَقْصُود من هَذِه الْمُقدمَة أَن لَا يَقُول جَاهِل أَن صَنْعَة الشّعْر لَا تلِيق بالعلماء الْمُجْتَهدين فان ذَلِك جهل بالشعر لَان الشّعْر اذا كَانَ مُشْتَمِلًا على الْعلم وَالْحكمَة كَانَ اشرف الْكَلِمَات انْتهى
وَبِالْجُمْلَةِ فانه كَانَ آيَة من آيَات الله تَعَالَى وَكتبه تدل على غزارة علمه وَكَثْرَة أطلاعه وَكَانَ غَايَة فِي التَّحْقِيق وجودة الْفِكر والتدقيق وَكَانَ مولده فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بحضرموت وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ومعظم الْحَاوِي ومنظومة الْبرمَاوِيّ فِي الاصول والفية النَّحْو بكمالها وَأخذ عَن جمَاعَة من فُقَهَاء حضر موت مِنْهُم الْفَقِيه الصَّالح مُحَمَّد بن أَحْمد أَبَا جرفيل ثمَّ ارتحل إِلَى عدن ولازم الإِمَام عبد الله بن أَحْمد محزم واشتغل عَلَيْهِ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية حَتَّى كَانَ جلّ أنتفاعه بِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع الفية ابْن مَالك فِي النَّحْو وَجَمِيع سيرة ابْن هِشَام وَجُمْلَة صَالِحَة من الْحَاوِي الصَّغِير فِي الْفِقْه وَسمع عَلَيْهِ جملَة من عُلُوم شَتَّى وَكَذَلِكَ أَخذ عَن الْفَقِيه الصَّالح مُحَمَّد بن أَحْمد أَبَا فضل ثمَّ أرتحل إِلَى زبيد وَأخذ عَن علمائها فَأخذ علم الحَدِيث عَن زين الدّين مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الشرجي وَعلم الْأُصُول عَن الْفَقِيه جمال الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر الصَّائِغ وَكَذَلِكَ أَخذ عَنهُ التَّفْسِير والْحَدِيث والنحو وَقَرَأَ عَلَيْهِ شرح الْبَهْجَة الوردية لأبي زرْعَة وَأخذ أَيْضا عَن السَّيِّد الشريف الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الأهدل والبسه خرقَة التصوف وَصَحب الشَّيْخ أَبَا بكر العيدروس واخذ عَنهُ وانتفع بِهِ فَعَادَت عَلَيْهِ بركته وَلما حج فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة سمع من الْحَافِظ شمس الدّين السخاوي وسلك السلوك فِي التصوف
وَحكي عَنهُ انه قَالَ دخلت الأربعينية بزبيد فَمَا اتممتها إِلَّا وانا اسْمَع أعضائي تذكر الله تَعَالَى كلهَا وَلزِمَ الْجد والأجتهاد فِي الْعلم وَالْعَمَل وَأَقْبل على نفع النَّاس أَقراء وافتاء وتصنيفاً

اسم الکتاب : النور السافر عن أخبار القرن العاشر المؤلف : العَيْدَرُوس    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست