responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور المؤلف : الصَّرِيْفِيْنِيُّ، أبو إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 138
305 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى أَبُو سَعْدٍ الإِسْتَرَابَاذِيُّ الْوَاعِظُ الصُّوفِيُّ الْعَنْبَرِيُّ، أَنْبَا عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَاضِي.

306 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ اللُّؤْلُؤِيُّ الْفَقِيهُ أَبُو الطَّيِّبِ الْمُزَكِّي، مَسْتُورٌ، عَفِيفٌ.

حَدَّثَ عَنْ زَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ، أَنْبَا عَنْهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي.

307 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَابِدٍ، الأُسْتَاذُ الإِمَامُ، شَيْخُ الإِسْلامِ، أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُونِيُّ الْخَطِيبُ الْمُفَسِّرُ الْمُحَدِّثُ الْوَاعِظُ، وَصَدَقَ وَقْتَهُ فِي طَرِيقَتِهِ وَوَعَظَ الْمُسْلِمِينَ فِي مَجَالِسِ التَّذْكِيرِ سَبْعِينَ سَنَةً، وَخَطَبَ وَصَلَّى فِي الْجَامِعِ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ أَكْثَرَ أَهْلِ الْعَصْرِ مِنَ الْمَشَايِخِ سَمَاعًا وَحِفْظًا وَنَشْرًا لِمَسْمُوعَاتِهِ، وَتَصْنِيفًا وَجَمْعًا وَتَحْرِيضًا عَلَى السَّمَاعِ، وَإِقَامَةً لِمَجَالِسِ الْحَدِيثِ.

سَمِعَ بِنَيْسَابُورَ مِنْ: أَبِي الْعَبَّاسِ الْبَالَوَيِّ، وَأَبِي سَعِيدٍ السِّمْسَارِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الرَّازِيِّ الصُّوفِيِّ، وَأَبِي طَاهِرِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبِي بَكْرٍ الْجَوْزَقِيِّ، وَأَبِي الْحَسَنِ الْقَزْوِينِيِّ، وَالْمَخْلَدِيِّ، وَالسَّيِّدِ أَبِي الْحَسَنِ الْهَمَذَانِيِّ الْوَصِيِّ، وَأَبِي الْحَسَنِ الْمَاسَرْجِسِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ وَطَبَقَتِهِمْ.

وَسَمِعَ بِسَرْخَسَ مِنَ الإِمَامِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفِ....هُوَ وَغَيْرُهُ -[139]- بِهَرَاةَ، مِنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَرَّابِ، وَأَبِي مُعَاذٍ شَاهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي الْعَبَّاسِ الْمَعْمَرِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ، وَسَمِعَ بِالشَّامِ وَالْحِجَازِ وَدَخَلَ مَعَرَّةَ النُّعْمَانِ فَلَقِيَ أَبَا الْعَلاءِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ التَّنُوخِيَّ الْمَعَرِّيَّ.

وَسَمِعَ بِالْجِبَالِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْبِلادِ، وَحَدَّثَ بِنَيْسَابُورَ وَخُرَاسَانَ إِلَى غَزْنَةَ وَبِلادِ الْهِنْدِ، ثُمَّ بِجُرْجَانَ وَآمُلَ وَطَبَرِسْتَانَ وَالثُّغُورِ إِلَى حَرَّانَ وَبِالشَّامِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالْحِجَازِ، وَأَكْثَرَ النَّاسُ السَّمَاعَ مِنْهُ، وَرُزِقَ الْعِزَّ وَالْجَاهَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا، فَكَانَ جَمَالا لِلْبَلَدِ زَيْنًا لِلْمَحَافِلِ وَالْمَجَالِسِ مَقْبُولا عِنْدَ الْمُوَافِقِ وَالْمُخَالِفِ مُجْمَعًا عَلَى أَنَّهُ عَدِيمُ النَّظِيرِ، وَسَيْفُ السُّنَّةِ، وَدَامِغُ أَهْلِ الْبِدْعَةِ، قَرَأْتُ مِنْ خَطِّ الْفَقِيهِ أَبِي سَعْدٍ السُّكَّرِيِّ أَنَّهُ حَكَى عَنْ بَعْضِ مَنْ يُوثَقُ بِقَوْلِهِ مِنَ الصَّالِحِينَ، أَنَّ شَيْخَ الإِسْلامِ قَالَ: مَا رَوَيْتُ خَبَرًا وَلا أَثَرًا فِي الْمَجْلِسِ إِلا وَعِنْدِي إِسْنَادُهُ، وَمَا دَخَلْتُ بَيْتَ الْكُتُبِ قَطُّ إِلا عَلَى طَهَارَةٍ، وَمَا حَدَّثْتُ الْحَدِيثَ وَلا عَقَدْتُ الْمَجْلِسَ قَطُّ وَلا قَعَدْتُ لِلتَّدْرِيسِ إِلا عَلَى الطَّهَارَةِ، وَقَالَ مَثَلا: صَحَّ عِنْدِي أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقُونَ فِي رَكْعَتَيْ صَلاةِ الْعِشَاءِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ".

مَا تَرَكْتُ قِرَاءَتَهُمَا فِيهِمَا.

قَالَ: وَقَدْ كُنْتُ فِي بَعْضِ الأَسْفَارِ الْمُخَوِّفَةِ وَكَانَ أَصْحَابِي يَفْرَقُونَ مِنَ اللُّصُوصِ وَقُطَّاعِ الطَّرِيقِ، وَيَتَنَكَّرُونَ عَلَيَّ فِي التَّطْوِيلِ بِقِرَاءَةِ السُّورَتَيْنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَلَمْ أَمْتَنِعْ عَنْ ذَلِكَ وَلَمْ أَنْقُصْ شَيْئًا مِمَّا كُنْتُ أُوَاظِبُ عَلَيْهِ فِي الْحَضَرِ، فَتَوَلانَا اللَّهُ بِحِفْظِهِ وَلَمْ تَلْحَقْنَا آفَةٌ.

وَلَقَدْ أَكْثَرَ الأَئِمَّةُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ؛ مَدَحَهُ الشُّعَرَاءُ فِي صِبَاهُ إِلَى وَقْتِ شَبَابِهِ وَشَيْبِهِ، فَمِنْ ذَلِكَ مَا قَالَ بَعْضُ مَنْ ذَكَرَ أَئِمَّةَ الأَصْحَابِ مِنَّا الْمُهَذَّبُ إِسْمَاعِيلُ أَرْجَحُهُمْ عِلْمًا وَعِلْمًا وَلَمْ يَبْلُغْ مَدَى الْحُلُمِ.
وَلَقَدْ عَاشَ عَيْشًا حَمِيدًا بَعْدَ مَا قُتِلَ أَبُوهُ شَهِيدًا إِلَى آخِرِ عُمْرِهِ، فَكَانَ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ، تَعَالَى، أَنَّهُ كَانَ يَعْقِدُ الْمَجْلِسَ فِيمَا حَكَاهُ الأَثْبَاتُ وَالثِّقَاتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي خَانِ -[140]- الْحُسَيْنِ عَلَى الْعَادَةِ الْمَأْلُوفَةِ مُنْذُ نَيِّفٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَكَانَ يَعِظُ النَّاسَ وَيُبَالِغُ فِيهِ إِذْ دُفِعَ إِلَيْهِ كِتَابٌ وَرَدَ مِنْ بُخَارَى مُشْتَمِلا عَلَى ذِكْرِ وَبَاءٍ عَظِيمٍ وَقَعَ بِهَا، وَاسْتُدْعِيَ فِيهِ اعْتِنَاءُ الْمُسْلِمِينَ بِالدُّعَاءِ عَلَى رُءُوسِ الإِمْلاءِ فِي كَشْفِ ذَلِكَ الْبَلاءِ عَنْهُمْ وَوُصِفَ فِيهِ أَنَّ وَاحِدًا تَقَدَّمَ إِلَى خَبَّازٍ يَشْتَرِي الْخُبْزَ فَدَفَعَ الدَّرَاهِمَ إِلَى صَاحِبِ الْحَانُوتِ فَكَانَ يَزِنُهَا وَالْخَبَّازُ يَخْبِزُ وَالْمُشْتَرِي وَاقِفٌ فَمَاتَ الثَّلاثَةُ فِي الْحَالِ، وَاشْتَدَّ الأَمْرُ عَلَى عَامَّةِ النَّاسِ، فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ هَالَهُ ذَلِكَ وَاسْتَقْرَأَ مِنَ الْقَارِئِ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ سورة النحل آية 45.
وَنَظَائِرَهَا وَبَالَغَ فِي التَّخْوِيفِ وَالتَّحْذِيرِ، وَأَثَّرَ فِيهِ ذَلِكَ وَتَغَيَّرَ فِي الْحَالِ، وَغَلَبَهُ وَجَعُ الْبَطْنِ مِنْ سَاعَتِهِ، وَأُنْزِلَ مِنَ الْمِنْبَرِ وَكَانَ يَصِيحُ مِنَ الْوَجَعِ، وَحُمِلَ إِلَى الْحَمَّامِ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَكَانَ يَتَقَلَّبُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ وَيَصِيحُ وَيَئِنُّ، فَلَمْ يَسْكُنْ مَا بِهِ وَحُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ وَبَقِيَ فِيهِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلاجٌ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَمِيسِ سَابِعِ مَرَضِهِ ظَهَرَتْ آثَارُ سَكْرَةِ الْمَوْتِ، فَوَدَّعَ أَوْلادَهُ وَأَوْصَاهُمْ بِالْخَيْرِ، وَنَهَاهُمْ عَنْ لَطْمِ الْخُدُودِ وَشَقِّ الْجُيُوبِ وَالنِّيَاحَةِ وَرَفْعِ الصَّوْتِ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ دَعَا بِالْمُقْرِئِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، خَاصَّتِهِ، حَتَّى قَرَأَ سُورَةَ يَس وَتَغَيَّرَ حَالُهُ وَطَابَ وَقْتُهُ، وَكَانَ يُعَالِجُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، إِلَى أَنْ قَرَأَ إِسْنَادَ مَا رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ".

ثُمَّ تُوُفِّيَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، مِنْ سَاعَتِهِ عَصْرَ يَوْمِ الْخَمِيسِ، وَحُمِلَتْ جَنَازَتُهُ مِنَ الْغَدِ عَصْرَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَى مَيْدَانِ الْحُسَيْنِ الرَّابِعِ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَاجْتَمَعَ مِنَ الْخَلائِقِ مَا اللَّهُ أَعْلَمُ بِعَدَدِهِمْ وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ أَخُوهُ أَبُو يَعْلَى ثُمَّ نُقِلَ إِلَى مَشْهَدٍ إِلَيْهِ فِي سِكَّةِ حَرْبٍ، وَدُفِنَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، فَكَانَ وَفَاتُهُ طَاعِنًا فِي سِنِّهِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَسَمِعْتُ خَالِي أَبَا سَعِيدٍ يَذْكُرُ مَجْلِسَهُ فِي مَوْسِمٍ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ عَلَى مَلإٍ عَظِيمٍ مِنَ الْخَلْقِ، وَإِنَّهُ يَصِيحُ بِصَوْتٍ عَالٍ مِرَارًا وَيَقُولُ لِنَفْسِهِ: يَا إِسْمَاعِيلُ، هفتاد وهفت هفتاد وهفت بِالْفَارِسِيَّةِ، فَلَمْ يَأْتِ عَلَيْهِ إِلا أَيَّامٌ قَلائِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ لأَنَّهُ كَانَ يَذْكُرُ -[141]- الْمَشَايِخَ الَّذِينَ مَاتُوا فِي هَذَا السِّنِّ مِنْ أَعْمَارِهِمْ.

اسم الکتاب : المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور المؤلف : الصَّرِيْفِيْنِيُّ، أبو إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست