اسم الکتاب : المعجم الجامع في تراجم المعاصرين المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 81
سعود الشريم
هو من الخلف الكريم للسلف الكريم؛ فحياته مثال للخلق الفاضل، والسعي في الخير، ورمز لقوة العقل وقوة القلب، والاستقامة في الفكر والقول والعدل، وسرعة الاستجابة لكل ما يحب الله ويرضى..
وهو صاحب إحساس مرهف، حلو الحديث، جميل المعاملة، مثقف واسع الثقافة عميقها، وينفع ما يُعطي من معارفه، وينتفع بما يأخذ من معارف سواه، وله أسلوبه الرصين العريق الموثر؛ على الرغم من أنه من أصغر أئمة المسجد الحرام سناً..
امتاز في أثناء الطلب، وامتاز بعده، وامتاز فيما تولى من الأعمال؛ لأنه يحتمل المشقة مهما تكن، والجهد مهما ثقل؛ فهو ذو شخصية قوية؛ ولكنها شخصية قوية يزينها التواضع والأناة والحلم..
إنه الشيخ سعود الشريم؛ أحد أئمة المسجد الحرام الأثير عند الناس؛ بقراءته وسيرته..
فمن هو الشيخ سعود الشريم؟
هو طالب علم متمكن وقاضٍ وإمام في الحرم المكي.
ولد في مدينة الرياض عام 1386هـ-، وتلقى تعليمه الابتدائي فيها؛ في عرين، والمتوسط في النموذجية، والثانوي في اليرموك الشاملة، وتلقى تعليمة العالي في كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتخرج فيها سنة 1409هـ-، وواصل دراسته العالية في المعهد العالي للقضاء حتي حصل منه على درجة (الماجستير) سنة 1413هـ-.
وتلقى العلم مشافهة على عدد من المشايخ؛ من أظهرهم: الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الله الجبرين، والشيخ عبد الله بن عقيل، والشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ عبد العزيز الراجحي، والشيخ فهد الحمين، والشيخ عبد الله الغديان، والشيخ صالح الفوزان.
صدر في عام 1412هـ-، أمر خادم الحرمين الشريفين؛ الملك فهد بن عبد العزيز -حفظه الله- بتعيينه إماماً وخطيباً بالمسجد الحرام.
وعين في عام 1413هـ- بأمر ملكي كريم: قاضياً في المحكمة الشرعية الكبرى؛ في مكة المكرمة.
وصدرت الموافقة السامية، في عام 1414هـ- بتكليفه بالتدريس في المسجد الحرام.
وفي مكتبته مجموعة من الكتب التي أعدها للطبع، ما بين تأليف وتحقيق؛ من أبرزها: كيفية ثبوت النسب، وكرامات الأولياء والمهدي المنتظر عند أهل السنة والجماعة، والمنهاج للمعتمر والحاج، ووميض من الحرم، وخالص الجمان تهذيب مناسك الحج من أضواء البيان، وأصول الفقه: سؤال وجواب، والتحفة المكية شرح حائية ابن أبي داود العقدية، وحاشية على لامية ابن القيم.
والشيخ شاعر له قصائد عديدة شارك بها في عدد من المناسبات وبخاصة رثاء العلماء.
إنها جوانب متعددة وجهود وفيرة، وكلها تصدر عن وحدة في شخص الشيخ سعود الشريم؛ وهذه الوحدة تتمثل في شخصية قوية متواضعة، زاده الله بسطة في العلم، وفي الخلق، وزاده توفيقاً في أعماله وسعيه في الخير، ونفع به البلاد والعباد.
----------
بواسطة العضو السعيدي
اسم الکتاب : المعجم الجامع في تراجم المعاصرين المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 81