قال " لجوزت أن يكون الوهم من النسخة "، ثم صرح 8: 403 فقال في ترجمة قيس بن مراوان: " ذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: ورى عنه حبيب، كذا في النسخة، وهي سقيمة، ولعلها: خيثمة، وتصفحت " إلى: حبيب، لان المزي قال: روى عنه خيثمة.
وكذلك صرح بسقمها في " لسان الميزان " 2: 442 ترجمة رافع بن سلمان أو سالم.
وهذا حال نسخته الخاصة به التي يعتمدها، لكنه عند المشكلات كان يرجع إلى نسخ أخرى، فلا تعارض بين قوله هذا، وأقواله الاخرى 1: 182، 336، 3: 372.
وفي " التهذيب " 10: 347، و " لسان الميزان " 3: 303 اتهم الحافظ نسخته من " التاريخ الكبير " بسقط فيها.
2 " - وينقل البرهان عن " تهذيب الاسماء واللغات " تاريخ وفاة أوس بن الصامت: " سنة اثنتين وثلاثين، وقى سنة اثنتين وسبعين "، وكذلك نقله في " نهاية السول " ص 69 دون تسمية للمصدر، ونبهت في التعليق عليه أن صوابه كما في المصدر المطبوع نفسه وغيره: " سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة ".
3 " - وحكى في ترجمة زيد بن أبي الشعثاء عن " الميزان " أنه قال: " وعنه أبو مليح وحده "، هكذا جاء في نسخته من " الميزان "، ونبه إليه ناشره، وصوابه: أبو بلج، وهو الفزاري.
4 " - ونقل في ترجمة أبي إدريس الخولاني عن " جامع التحصيل " قول العلائي: " يروي عن عمرو بن معاذ "، وصوابه: " يروي عن عمر، ومعاذ ".
وتتبع هذا الامر من كتب العلماء فيما ينقلونه عن المصادر الاخرى، هو على جانب من الاهمية عظيم،
وجمعه من بطون الكتب جدير بالاهتمام، وله من الآثار الحميدة ما لا يكشف الصواب فيه إلا بتتبعه، كما أن له من الآثار السيئة - عند ذوي النفوس المريضة - ما لا يدرك مداه.
وستاتي أمثلة أخرى - إن شاء الله - عند الحديث عن فوائد الرجوع إلى المصادر الاصلية ص 162.
د - مزاياه وفوائده: 1 " - الدقة والامانة أمران طبعيان في علمائنا رضي الله عنهم، ولولا أن الدراسة تقتضي الاشارة إلى ذكره.
فمن دقة البرهان رحمه الله: أنه نقل في ترجمة موسى بن إبراهيم المخزومي عن " الميزان " تضعيف أبي داود له، وقال: " وفي " الميزان " بعد هذا مخرج - أي: لحق - ثم كتب على الهامش: وقال علي: وسط، ولم يصحح بعده.
كذا في النسخة التي وقفت عليها ".
فلم ينسب إلى " الميزان " ما كتب على حاشيته، لان الكاتب لم يختم هذه الكلمة بتصحيحها.
أي: يكتابة كلمة " صح " آخرها، علامة على أنها من أصل الكتاب ومن كلام مؤلفه، كما هو شان أهل الدقة!.
كما أنه لم يهمل هذه الفائدة لانها لم تختم بكلمة " صح "، بل نقلها وأفادنا إياها، وأفادنا معها التزام الدقة والامانة.
فرحمه الله تعالى.