responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطبقات الكبرى - ط دار صادر المؤلف : ابن سعد    الجزء : 3  صفحة : 604
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ أُمُّ أُسَيْدٍ بِنْتُ سَكَنِ بْنِ كُرْزِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَكَانَ لِأُسَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ يَحْيَى، وَأُمُّهُ مِنْ كِنْدَةَ، تُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ أَبُوهُ حُضَيْرُ الْكَتَائِبِ شَرِيفًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَئِيسَ الْأَوْسِ يَوْمَ بُعَاثٍ وَهِيَ آخِرُ وَقْعَةٍ كَانَتْ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي الْحُرُوبِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ حُضَيْرُ الْكَتَائِبِ وَكَانَتْ هَذِهِ الْوَقْعَةُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ قَدْ تَنَبَّأَ وَدَعَا إِلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ هَاجَرَ بَعْدَهَا بِسِتِّ سِنِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلِحُضَيْرِ الْكَتَائِبِ يَقُولُ خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ السُّلَمِيُّ:
[البحر الطويل]
لَوَ أَنَّ الْمَنَايَا حِدْنَ عَنْ ذِي مَهَابَةٍ ... لَهِبْنَ حُضَيْرًا يَوْمَ غَلَّقَ وَاقِمَا
يَطُوفُ بِهِ حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ جَنَّهُ ... تَبَوَّأَ مِنْهُ مَقْعَدًا مُتَنَاعِمَا
قَالَ: وَوَاقِمُ أُطُمُ حُضَيْرِ الْكَتَائِبِ وَكَانَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَكَانَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ بَعْدَ أَبِيهِ شَرِيفًا فِي قَوْمِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَفِي الْإِسْلَامِ يُعَدُّ مِنْ عُقَلَائِهِمْ وَذَوِي رَأْيِهِمْ، وَكَانَ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا، وَكَانَ يُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ وَكَانَ يُسَمَّى مَنْ كَانَتْ هَذِهِ الْخِصَالُ فِيهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْكَامِلَ، وَكَانَتْ قَدِ اجْتَمَعَتْ فِي أُسَيْدٍ وَكَانَ أَبُوهُ حُضَيْرُ الْكَتَائِبِ يُعْرَفُ بِذَلِكَ أَيْضًا وَيُسَمَّى بِهِ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: «§كَانَ إِسْلَامُ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ عَلَى يَدَيْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ العَبْدَرِيِّ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَقَدَمَ أُسَيْدٌ سَعْدًا فِي الْإِسْلَامِ بِسَاعَةٍ» وَكَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قَدْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَبْلَ السَّبْعِينَ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ الْآخِرَةِ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَيُعَلِّمَهُمُ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهَهُمْ فِي الدِّينِ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ أُسَيْدٌ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ -[605]- عَشَرَ، فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَلَمْ يَشْهَدْ أُسَيْدٌ بَدْرًا، وَتَخَلَّفَ هُوَ وَغَيْرُهُ مِنْ أَكَابِرِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ النُّقَبَاءِ وَغَيْرِهِمْ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَظُنُّوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَلْقَى بِهَا كَيْدًا وَلَا قِتَالًا، وَإِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَنْ مَعَهُ يَتَعَرَّضُونَ لِعِيرِ قُرَيْشٍ حِينَ رَجَعَتْ مِنَ الشَّامِ، فَبَلَغَ أَهْلَ الْعِيرِ ذَلِكَ فَبَعَثُوا إِلَى مَكَّةَ مَنْ يُخْبِرُ قُرَيْشًا بِخُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، وَسَاحَلُوا بِالْعِيرِ فَأَفْلَتَتْ، وَخَرَجَ نَفِيرُ قُرَيْشٍ مِنْ مَكَّةَ يَمْنَعُونَ عِيرَهُمْ، فَالْتَقَوْا هُمْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَمَنْ مَعَهُ عَلَى غَيْرِ مَوْعِدٍ بِبَدْرٍ.

اسم الکتاب : الطبقات الكبرى - ط دار صادر المؤلف : ابن سعد    الجزء : 3  صفحة : 604
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست