مدرسة الفقاهة
مکتبة مدرسة الفقاهة
قسم التصویري
قسم الکتب لأهل السنة
قسم التصویري (لأهل السنة)
ويکي الفقه
ويکي السؤال
فارسی
دلیل المکتبة
بحث متقدم
مجموع المکاتب
الصفحة الرئیسیة
علوم القرآن
الفقه
علوم الحديث
الآدب
العقيدة
التاریخ و السیرة
الرقاق والآداب والأذكار
الدعوة وأحوال المسلمين
الجوامع والمجلات ونحوها
الأشخاص
علوم أخرى
فهارس الكتب والأدلة
مرقم آلیا
جميع المجموعات
المؤلفین
الحدیث
علوم الحديث
العلل والسؤالات
التراجم والطبقات
الأنساب
جميع المجموعات
المؤلفین
مدرسة الفقاهة
مکتبة مدرسة الفقاهة
قسم التصویري
قسم الکتب لأهل السنة
قسم التصویري (لأهل السنة)
ويکي الفقه
ويکي السؤال
صيغة PDF
شهادة
الفهرست
««الصفحة الأولى
«الصفحة السابقة
الجزء :
1
2
3
4
5
6
7
8
الصفحة التالیة»
الصفحة الأخيرة»»
««اول
«قبلی
الجزء :
1
2
3
4
5
6
7
8
بعدی»
آخر»»
اسم الکتاب :
الطبقات الكبرى - ط دار صادر
المؤلف :
ابن سعد
الجزء :
3
صفحة :
280
وَلَا يُؤْكَلُ، وَإِنَّا بِأَرْضٍ ذَاتِ رِيفٍ، وَإِنَّ أَمِيرَنَا يُعَشِّي، وَإِنَّ طَعَامَهُ يُؤْكَلُ، فَنَكَتَ فِي الْأَرْضِ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: فَنَعَمْ، فَإِنِّي قَدْ فَرَضْتُ لَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ شَاتَيْنِ وَجَرِيبَيْنِ، فَإِذَا كَانَ بِالْغَدَاةِ فَضَعْ إِحْدَى الشَّاتَيْنِ عَلَى أَحَدِ الْجَرِيبَيْنِ فَكُلْ أَنْتُ وَأَصْحَابُكَ، ثُمَّ ادْعُ بِشَرَابِكَ فَاشْرَبْ، ثُمَّ اسْقِ الَّذِي عَنْ يَمِينِكَ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، ثُمَّ قُمْ لِحَاجَتِكَ، فَإِذَا كَانَ بِالْعَشِيِّ فَضَعِ الشَّاةَ الْغَابِرَةَ عَلَى الْجَرَيبِ الْغَابِرِ، فَكُلْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ، ثُمَّ ادْعُ بِشَرَابِكَ فَاشْرَبْ، أَلَا وَأَشْبِعُوا النَّاسَ فِي بُيُوتِهِمْ، وَأَطْعِمُوا عِيَالَهُمْ، فَإِنَّ تَحْفِينَكُمْ لِلنَّاسِ لَا يُحَسِّنُ أَخْلَاقَهُمْ، وَلَا يُشْبِعُ جَائِعَهُمْ، وَاللَّهِ مَعَ ذَاكَ مَا أَظُنُّ رُسْتَاقًا يُؤْخَذُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ شَاتَانِ وَجَرِيبَانِ إِلَّا يُسْرِعَانِ فِي خَرَابِهِ "
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ: " أَنَّ حَفْصَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ كَانَ يَحْضُرُ طَعَامَ عُمَرَ فَكَانَ لَا يَأْكُلُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «مَا يَمْنَعُكَ مِنْ طَعَامِنَا؟» ، قَالَ: إِنَّ طَعَامَكَ جَشِبٌ غَلِيظٌ، وَإِنِّي رَاجِعٌ إِلَى طَعَامٍ لَيِّنٍ قَدْ صُنِعَ لِي فَأُصِيبُ مِنْهُ، قَالَ: أَتُرَانِي أَعْجَزُ أَنْ آمُرَ بِشَاةٍ فَيُلْقَى عَنْهَا شَعْرُهَا، وَآمُرَ بِدَقِيقٍ فَيُنْخَلَ فِي خِرْقَةٍ، ثُمَّ آمُرَ بِهِ فَيُخْبَزَ خُبْزًا رِقَاقًا، وَآمُرَ بِصَاعٍ مِنْ زَبِيبٍ فَيُقْذَفَ فِي سُعْنٍ ثُمَّ يُصَبَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ فَيُصْبِحَ كَأَنَّهُ دَمُ غَزَالٍ؟، فَقَالَ: إِنِّي لَأَرَاكَ عَالِمًا بِطِيبِ الْعَيْشِ، فَقَالَ: أَجَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَوْلَا أَنْ تَنْتَقِضَ حَسَنَاتِي لَشَارَكْتُكُمْ فِي لِينِ عَيْشِكُمْ "
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ الْحَارِثِيِّ: " أَنَّهُ وَفْدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُ وَنَحْوُهُ، فَشَكَا عُمَرُ طَعَامًا غَلِيظًا أَكَلَهُ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِطَعَامٍ لَيِّنٍ، وَمَرْكَبٍ لَيِّنٍ، وَمَلْبَسٍ لَيِّنٍ لَأَنْتَ، فَرَفَعَ عُمَرُ جَرِيدَةً مَعَهُ فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَهُ، وَقَالَ: " أَمَا وَاللَّهِ مَا أُرَاكَ أَرَدْتَ بِهَا اللَّهَ، وَمَا أَرَدْتَ بِهَا إِلَّا مُقَارَبَتِي، إِنْ كُنْتُ لَأَحْسِبُ أَنَّ فِيكَ، وَيْحَكَ -[281]-، هَلْ تَدْرِي مَا مَثَلِي وَمَثَلُ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: وَمَا مَثَلُكَ وَمَثَلُهُمْ؟ قَالَ: " مِثْلُ قَوْمٍ سَافَرُوا فَدَفِعُوا نَفَقَاتِهِمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَقَالُوا لَهُ: أَنْفِقْ عَلَيْنَا، فَهَلْ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَسْتَأْثِرَ مِنْهَا بِشَيْءٍ؟ قَالَ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَكَذَلِكَ مَثَلِي وَمَثَلُهُمْ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: «إِنِّي لَمْ أَسْتَعْمِلْ عَلَيْكُمْ عُمَّالِي لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ، وَلِيَشْتِمُوا أَعْرَاضَكُمْ، وَيَأْخُذُوا أَمْوَالَكُمْ، وَلَكِنِّي اسْتَعْمَلْتُهُمْ لِيُعَلِّمُوكُمْ كِتَابَ رَبِّكُمْ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، فَمَنْ ظَلَمَهُ عَامِلُهُ بِمَظْلَمَةٍ فَلَا إِذْنَ لَهُ عَلَيَّ، لِيَرْفَعْهَا إِلَيَّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ» ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتَ إِنْ أَدَّبَ أَمِيرٌ رَجُلًا مِنْ رَعِيَّتِهِ، أَتُقِصُّهُ مِنْهُ؟ فَقَالَ عُمَرُ: «§وَمَا لِي لَا أَقُصُّهُ مِنْهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَقُصُّ مِنْ نَفْسِهِ؟» وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ: لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، وَلَا تَحْرِمُوهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ، وَلَا تُجَمِّرُوهُمْ فَتَفْتِنُوهُمْ، وَلَا تُنْزِلُوهُمُ الْغِيَاضَ فَتُضَيِّعُوهُمْ " قَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمَّا تُوُفِّيَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ يُقَالُ لَهُ: خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قِيلَ لِعُمَرَ: خَلِيفَةُ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: فَمَنْ جَاءَ بَعْدَ عُمَرَ قِيلَ لَهُ: خَلِيفَةُ خَلِيفَةِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَطُولُ هَذَا، وَلَكِنْ أَجْمِعُوا عَلَى اسْمٍ تَدْعُونَ بِهِ الْخَلِيفَةَ يُدْعَ بِهِ مَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ وَعُمَرُ أَمِيرُنَا فَدُعِيَ عُمَرُ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ بِذَلِكَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ التَّأْرِيخَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، فَكَتَبَهُ مِنْ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي الصُّحُفِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ قِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَى ذَلِكَ، وَكَتَبَ بِهِ إِلَى الْبُلْدَانِ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَجَعَلَ لِلنَّاسِ بِالْمَدِينَةِ قَارِئَيْنِ: قَارِئًا يُصَلِّي بِالرِّجَالِ، وَقَارِئًا يُصَلِّي بِالنِّسَاءِ، وَهُوَ أَوَّلُ -[282]- مَنْ ضَرَبَ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِينَ، وَاشْتَدَّ عَلَى أَهْلِ الرِّيَبِ وَالتُّهَمِ، وَأَحْرَقَ بَيْتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ وَكَانَ حَانُوتًا، وَغَرَّبَ رَبِيعَةَ بْنَ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ إِلَى خَيْبَرَ وَكَانَ صَاحِبَ شَرَابٍ، فَدَخَلَ أَرْضَ الرُّومَ فَارْتَدَّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ عَسَّ فِي عَمَلِهِ بِالْمَدِينَةِ، وَحَمَلَ الدِّرَّةَ وَأَدَّبَ بِهَا، وَلَقَدْ قِيلَ بَعْدَهُ: لَدِّرَّةُ عُمَرَ أَهْيَبُ مِنْ سَيْفِكُمْ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَتَحَ الْفُتُوحَ، وَهِيَ الْأَرْضُونَ وَالْكُورُ الَّتِي فِيهَا الْخَرَاجُ وَالْفَيْءُ، فَتَحَ الْعِرَاقَ كُلَّهُ، السَّوَادَ وَالْجِبَالَ وَأَذْرَبِيجَانَ وَكُورَ الْبَصْرَةِ وَأَرْضَهَا وَكُور الْأَهْوَازِ، وَفَارِسَ، وَكُورَ الشَّامِ مَا خَلَا أَجْنَادَيْنِ، فَإِنَّهَا فُتِحَتْ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَفَتَحَ عُمَرُ كُورَ الْجَزِيرَةِ وَالْمَوْصِلِ وَمِصْرَ وَالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَقُتِلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَخَيْلُهُ عَلَى الرِّيِّ وَقَدْ فَتَحُوا عَامَّتَهَا، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ مَسَحَ السَّوَادَ وَأَرْضَ الْجَبَلِ، وَوَضَعَ الْخَرَاجَ عَلَى الْأَرَضِينَ، وَالْجِزْيَةَ عَلَى جَمَاجِمِ أَهْلِ الذِّمَّةِ فِيمَا فُتِحَ مِنَ الْبُلْدَانِ، فَوَضَعَ عَلَى الْغَنِيِّ ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، وَعَلَى الْوَسَطِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَعَلَى الْفَقِيرِ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا، وَقَالَ: «لَا يُعْوِزُ رَجُلًا مِنْهُمْ دِرْهَمٌ فِي شَهْرٍ» ، فَبَلَغَ خَرَاجُ السَّوَادِ وَالْجَبَلِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، مِائَةَ أَلْفِ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفِ أَلْفٍ وَافٍ، وَالْوَافُ دِرْهَمٌ وَدَانَقَانُ وَنِصْفُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ مَصَّرَ الْأَمْصَارَ: الْكُوفَةَ، وَالْبَصْرَةَ، وَالْجَزِيرَةَ، وَالشَّامَ، وَمِصْرَ، وَالْمَوْصِلَ، وَأَنْزَلَهَا الْعَرَبَ، وَخَطَّ الْكُوفَةَ وَالْبَصْرَةَ خُطَطًا لِلْقَبَائِلِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَقْضَى الْقُضَاةَ فِي الْأَمْصَارِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدِّيوَانَ وَكَتَبَ النَّاسَ عَلَى قَبَائِلِهِمْ، وَفَرَضَ لَهُمُ الْأَعْطِيَةَ مِنَ الْفَيْءِ، وَقَسَمَ الْقُسُومَ فِي النَّاسِ، وَفَرَضَ لِأَهْلِ بَدْرٍ وَفَضَّلَهُمْ عَلَى غَيْرِهِمْ، وَفَرَضَ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى أَقْدَارِهِمْ وَتَقَدُّمِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ حَمَلَ الطَّعَامَ فِي السُّفُنِ مِنْ مِصْرَ فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَرَدَ الْبَحْرَ ثُمَّ، حَمَلَ مِنَ الْجَارِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذَا بَعَثَ عَامِلًا لَهُ عَلَى مَدِينَةٍ كَتَبَ مَالَهُ، وَقَدْ قَاسَمَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَالَهُ إِذَا عَزَلَهُ، مِنْهُمْ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَكَانَ يَسْتَعْمِلُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلَ عَمْرِو -[283]- بْنِ الْعَاصِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَيَدَعُ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُمْ مِثْلَ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَنُظَرَائِهِمْ لِقُوَّةِ أُولَئِكَ عَلَى الْعَمَلِ وَالْبَصَرِ بِهِ، وَلِإِشْرَافِ عُمَرَ عَلَيْهِمْ وَهَيْبَتِهِمْ لَهُ، وَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ لَا تُوَلِّي الْأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ فَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أُدَنِّسَهُمْ بِالْعَمَلِ. وَاتَّخَذَ عُمَرُ دَارَ الرَّقِيقِ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الدَّقِيقُ فَجَعَلَ فِيهَا الدَّقِيقَ وَالسَّوِيقَ وَالتَّمْرَ وَالزَّبِيبَ وَمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ، يُعِينُ بِهِ الْمُنْقَطَعَ بِهِ وَالضَّيْفَ يَنْزِلُ بِعُمَرَ، وَوَضَعَ عُمَرُ فِي طَرِيقِ السُّبُلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَا يَصْلُحُ مَنْ يَنْقَطِعَ بِهِ وَيَحْمِلُ مِنْ مَاءٍ إِلَى مَاءٍ، وَهَدَمَ عُمَرُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَزَادَ فِيهِ، وَأَدْخَلَ دَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيمَا زَادَ، وَوَسَّعَهُ وَبَنَاهُ لَمَّا كَثُرَ النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ أَخْرَجَ الْيَهُودَ مِنَ الْحِجَازِ وَأَجْلَاهُمْ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ إِلَى الشَّامِ، وَأَخْرَجَ أَهْلَ نَجْرَانَ وَأَنْزَلَهُمْ نَاحِيَةَ الْكُوفَةِ، وَكَانَ عُمَرُ خَرَجَ إِلَى الْجَابِيَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، فَأَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ لَيْلَةً يَقْصُرُ الصَّلَاةَ، وَحَضَرَ فَتْحَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَقَسَمَ الْغَنَائِمَ بِالْجَابِيَةِ، وَخَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ يُرِيدُ الشَّامَ فَبَلَغَ سَرْغَ فَبَلَغَهُ أَنَّ الطَّاعُونَ قَدِ اشْتَعَلَ بِالشَّامِ فَرَجَعَ مِنْ سَرْغَ فَكَلَّمَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَقَالَ: أَتَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ، وَفِي خِلَافَتِهِ كَانَ طَاعُونُ عَمَوَاسَ فِي سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ، وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَ أَوَّلُ عَامِ الرَّمَادَةِ، أَصَابَ النَّاسَ مَحْلٌ وَجَدْبٌ وَمَجَاعَةٌ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ عَلَى الْحَجِّ بِالنَّاسِ أَوَّلَ سَنَةٍ اسْتُخْلِفَ وَهِيَ سَنَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَحُجُّ بِالنَّاسِ فِي كُلِّ سَنَةٍ خِلَافَتَهُ كُلَّهَا، فَحَجَّ بِهِمْ عَشْرَ سِنِينَ وَلَاءً، وَحَجَّ بِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا بِالنَّاسِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وَاعْتَمَرَ عُمَرُ فِي خِلَافَتِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، عَمْرَةٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ -[284]-، وَعُمْرَةٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَعُمْرَةٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ، وَهُوَ أَخَّرَ الْمَقَامَ إِلَى مَوْضِعِهِ الْيَوْمَ، كَانَ مُلْصَقًا بِالْبَيْتِ
اسم الکتاب :
الطبقات الكبرى - ط دار صادر
المؤلف :
ابن سعد
الجزء :
3
صفحة :
280
««الصفحة الأولى
«الصفحة السابقة
الجزء :
1
2
3
4
5
6
7
8
الصفحة التالیة»
الصفحة الأخيرة»»
««اول
«قبلی
الجزء :
1
2
3
4
5
6
7
8
بعدی»
آخر»»
صيغة PDF
شهادة
الفهرست
إن مکتبة
مدرسة الفقاهة
هي مكتبة مجانية لتوثيق المقالات
www.eShia.ir