responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 200
أحدا مِنْهَا بل حسم الْمَادَّة فِي ذَلِك عَن كل أحد حَتَّى لَا يتَوَهَّم بعض أهل بَلَده اخْتِصَاصه بذلك وَرُبمَا أَرَاهَا بعض من يَثِق بِهِ بِحَضْرَتِهِ ومسه مزِيد الْأَذَى من بعض طلبه وَالِده وَصرح فِيهِ بِمَا لَا يَلِيق وَلم يرع حق أَبِيه وَلَكِن لم يُؤثر ذَلِك فِي وجاهته قَالَ البقاعي وَله حافظة عَظِيمَة وملكة فِي تنميق الْكَلَام وتأديته على الْوَجْه المستظرف قَوِيَّة مَعَ جودة الذِّهْن وَسُرْعَة الْجَواب وَالْقُدْرَة على اسْتِخْرَاج مَا فِي ضَمِيره يذاكر بِكَثِير من المبهمات وغريب الحَدِيث قَالَ وبيننا مَوَدَّة وصداقة وَقد تولع بنظم الْفُنُون حَتَّى برع فِي المواليا وأنشدني من نظمه كثيرا وسَاق مِنْهُ شَيْئا وَوَصفه فِي مَوضِع آخر بالأديب البارع المفنن وَقد تصدى للتحدث والإقراء وانتفع بِهِ جمَاعَة من أهل بَلَده والقادمين عَلَيْهَا بل وَكتب مَعَ القدماء فِي الاستدعاآت من حَيَاة أَبِيه وهلم جرا. وترجمه ابْن فَهد وَغَيره من أَصْحَابنَا وَكَذَا وَصفه ابْن أبي عذيبة فِي أَبِيه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة وسمى بعض تصانيفه مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشري ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد أَن اخْتَلَط يَسِيرا وحجب عَن النَّاس وَدفن عِنْد أَبِيه قَالَ البقاعي أَنه مرض فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ثمَّ عوفي من الْمَرَض وَحصل لَهُ اخْتِلَاط وفقد بَصَره وَاسْتمرّ بِهِ ذَلِك إِلَى أثْنَاء سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ عوفي مِنْهُ وَرجع إِلَيْهِ بَصَره ثمَّ مَاتَ. قلت وَلم يخلف بعده هُنَاكَ مثله رَحمَه الله وإيانا.
أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عرب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْيَمَانِيّ الأَصْل الرُّومِي الزَّاهِد نزيل الشيخونية وَيعرف بِابْن عرب أَصله من الْيمن ثمَّ انْتقل أَبوهُ مِنْهَا إِلَى بِلَاد الرّوم فسكنها وَولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بهَا فَنَشَأَ بِمَدِينَة برصا فَكَانَ يُقَال لَهُ ابْن عرب على عَادَة الرّوم وَالتّرْك فِي تسميتهم من لم يكن مِنْهُم عَرَبيا وَكَانَت نشأته حَسَنَة على قدم جيد ثمَّ قدم وَهُوَ شَاب الْقَاهِرَة وتنزل فِي القاعة الَّتِي استجدها أكمل الدّين صوفيا بالشيخونية وَقَرَأَ على إمامها خير الدّين سُلَيْمَان بن عبد الله وَغَيره وَنسخ بِالْأُجْرَةِ مُدَّة واشتغل ثمَّ انْقَطع عَن النَّاس فَلم يكن يجْتَمع بِأحد بل اخْتَار الْعُزْلَة مَعَ الْمُوَاظبَة على الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات ويبكر إِلَى الْجُمُعَة بعد)
اغتساله لَهَا بِالْمَاءِ الْبَارِد شتاء وصيفا وَلَا يكلم أحدا فِي ذَهَابه وإيابه وَلَا يجترئ أحد على الْكَلَام مَعَه لهيبته ووقاره وَأمره فِي الْوَرع وَالْعِبَادَة إِلَى الْغَايَة وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يُرَاجع الشَّمْس البيجوري الشَّافِعِي نزيل الخانقاه الشيخونية فِيمَا يشكل عَلَيْهِ فَإِذا أوضح لَهُ مَا أشكل عَلَيْهِ فَارقه وَلم يكلمهُ بِكَلِمَة بعد ذَلِك وَلذَا قيل

اسم الکتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست