اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 86
محمد فتحي عثمان
قال هذا الدكتور[1]: إن النقول التي ينقلها الشيخ محمد بن عبد الوهاب تدل على علم وفطنة، وهي قوية في دلالتها وحجتها، على ما يريد ذكره وبيانه ...
فهو يقع على ما ينطق بفكره، ويبدوا وكأن حججه وبراهينه بين أطراف أناله يديرها كيف يشاء ... وعمدته وذخيرته الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح، استوعبتها ذاكرته وبلغت أعماق قلبه، فهو يقتبس منها ما يلائم المقام ويقع على القضية المعروضة وقوع الحافر على الحافر ... وأحياناً تأتي رسالته مقصورة على سرد آيات القرآن وأحاديث الرسول صلوات الله عليه مع إيضاح أو تعليق. كلماه معدودة محكمة[2]. [1] المدرس في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. [2] انظر في "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد".
العبودية وأغلال الاستبداد، وبين تلك الحياة القائمة التي كانت تعيشها نجد سياسياً ودينياً، ومض في ألأفق بريق في الأمل، وأراد الله تعالى أن يزيح الغمة ويعيد للأمة صفاء عقيدتها، ويخلصها من أوضار الشرك والجهالة، ويبدد غيوم اليأس والقنوط فارتفع صوت يردد كلمة التوحيد التي بعث بها الرسل "لا إله إلا الله" بروح الإيمان الصادق، ويحيي في النفوس العقيدة الخالصة، ويمسح عنها أدران الوثنية والجاهلية، ويدعوها إلى نبذ البدع والخرافات ويستقي لها من نبع الإسلام الصافي ومورده العذب في القرآن والسنة، وما كان عليه سلف هذه الأمة، كان هذا الصواب صوت الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي الذي تجاوبت أصداؤه في ربوع نجد، وفي جزيرة العرب وفي ديار الإسلام كافة، ووجد ما يدعمه من قوة السلطان في الأمير محمد بن سعود، فكان ذلك إيذاناً بفجر جديد ينشر ضوءه في جوانب العالم الإسلاميّ، إعلاء لكلمة الله وتمكيناً لشريعة الإسلام.
اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 86