اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 56
الحكم في يده لملك، ولكنه ما زال متنحياً عن هذه المسؤوليات كلّها.
والأمير محمد بن سعود وخلفه الأمير عبد العزيز ما كانا يحركان ساكناً إلاّ برأي الشيخ وإشاراته، وكلّ أموال الغنائم تلقى تحت أقدام الشيخ. ولكنّ هذا الرجل الصالح لم يشتغل بها عن مهمته الأصليّة، فلم يزل يعمل عمله، وكان يتدخل في أمور الدولة عندما كانت الحاجة تقتضي ذلك. ومن حين أحسّ أنّ الدعوة قد قويت وتأصّلت، أبعد نفسه عن إدارة الحكومة وأموال الغنائم، إن الإمام محمد بن عبد الوهاب في باب العقائد على مذهب السلف، وهو إقرار بما ورد من الصفات الإلهية في القرآن والأحاديث الصحيحة كما ورد، والتسليم به، والإيمان بظاهره، مع نفي الكيفية، وهذا مذهب السلف، فالله هو الذي يعلم الكيف والحقيقة، وواجبنا الإيمان بدون أخذ ورد، وخير ما يعبّر عن مسلك السلف الصالح هو قول الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة: "الاستواء معلوم غير مجهول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة".
ومذهب السلف هذا ليس مذهب الحنابلة فقط أو الإمام ابن تيمية، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، بل هو مذهب أئمة الإسلام قاطبة، البعيد عن التأويل مطلقاً مع نفي التشبيه والتجسيم.
محمد البهي 1
قال: إن الحركة الوهابيّة تتميّز بأنّها صانت آراء ابن تيمية وعنت بها في القرن الثالث عشر الهجري بعد مدّة أربع قرون لم تلق فيها تلك الآراء العناية الكبرى التي لقيتها من جانب حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
1 في كتيب له نشرته دار الفكر في بيروت، وفيه فصلٌ عن "الحركة الوهابية".
اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 56