اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 140
الدعوة لتجديد الإسلام وإحياء عقيدة التوحيد، بعدما خمدت سنين طويلة وقامت بعدها الوثنية في كل مكان حتى في مصر بلد الأزهر....
وهكذا كانت اليقظة عقب ليل داج من الأوهام والشركيات، وقد نشأت المعارضة، وهبت الفتن، ولكن سرعان ما أطفئت بحزم الحكومة السعودية الأولى ودعم الإمام محمد بن سعود أجزل الله ثوابه.
قد يقول قائل بعد هذه الرحلة الطويلة التي قطعناها في دراسة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب وثناء كبار علماء العالم وأدبائه على جهوده الجبارة في هذا الميدان على الرغم من إصرار خصومه من المبتدعة والقبوريين. لقد وصل العلماء إلى الفضاء الخارجي وغزوا الكواكب وفجروا الذرة واكتشفوا القنبلة الهيدروجينية والنتروجينية، في وقت أقمت الدنيا وأقعدتها في دعوة التوحيد وبطلها الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
فهلا فكرت لنا بأرضية صلبة وأفكار جديدة؟ لا أود أن أرد على هذا السؤال كيلا أتهم بالتعصب، ولكني أدع المجال لبعض علماء الغرب في بيان علو شأن التوحيد وخطورته في تقدم العلوم ورقي البشرية، وقد ثبتت صحة ذلك للمسلمين الأولين الذين سرعان ما غدوا أساتذة العالم بفضله وفتحوا الدنيا من المحيط إلى المحيط بأقرب من نصف قرن.
قال المؤرخ الحضاري "أرنولد تونبي": "إن العقبة الكبرى في سبيل تسخير طاقات الطبيعة، كانت عقيدة الشرك الذي ساد العقل البشري لزمن طويل، والذي حول طاقات الطبيعة، كانت عقيدة الشرك الذي ساد العقل البشري لزمن طويل، والذي حول طاقات الطبيعة إلى آلهة، وكان المشركون يقدسون ويعبدون هذه الطاقات بدلاً من تسخيرها. وعقيدة التوحيد هي التي جعلت الإنسان ينظر إلى هذه الطاقات، كأنها مخلوقات مثله، ومن ثم بدأ يفكر في تسخيرها".
ويعلق الكاتب القدير "وحيد الدين خان" على كلام تويني بقوله يصف قصور
اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 140