اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 14
لأنّهم خذلتهم السياسات، ووجد هو من السياسة حماية له، ومن قوتها نصراً لدعوته، فكان له هذا الأثر البعيد الذي يصفه "لوثروب ستودارت" في عالم الإسلام الحديث، وهو أثرٌ يطولُ شرحه جداً إذا تقصيناه في مصر والشام والعراق والحجاز واليمن وبلاد شمال إفريقية والهند وتركية وغيرها. والمهمّ في تأثير ذلك في نفسية المسلمين وتوجيهها على المثل الكامل، ثم تأتي من بعد هذا وذاك دلالته على الحيوية الكامنة في الإسلام، وما يجيش في نفسه من إرادة الحياة الراقية للمسلمين، وإن كان لا يزال يجد من جلائهم وبعض حكامهم وساستهم وعلمائهم[1] أيضاً أزوراراً حيناً، وحرباً عليه وعلى الإصلاح حيناً آخر، لغايات في أنفسهم لم يصهرها الزّمن ولم يطهرها من لوثاتها الموروثة بعد. [1] بل المتعالين وأدعياء الإسلام، وإلا فإن العلماء الحقيقيين المخلصين أرفع من أن يحاربوا هذه الحركة الإصلاحية الكبرى التي يتوقف عليها مجد المسلمين وقوتهم "م. م". محمد بن إسماعيل الصنعاني.
لما بلغت هذا العلامة مؤلف كتاب "سبل السلام" دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وثورته على البدع والخرافات وقيامه بالدين الصحيح والسنة المطهرة وإرشاد الناس إلى أن يتمسكوا بالوحيين أثنى عليه بقصيدةٍ رائعةٍ جاء فيها:
سلامي على نجدٍ ومن حلّ في نجد ... وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
وقد صدرت من سفح صنعا سقى الحيا ... رباها وأحياها بقهقهة الرّعد
قفي واسألي عن عالمٍ حلّ سوحها ... به يهتدي من ضلّ عن منهج الرشد
محمد الهادي لسنة أحمد ... فيا حبّذا الهادي ويا حبّذا المهدي
وقد أنكرت كل الطوائف قوله ... بلا صدر في الحق منهم ولا ورد
وما كل قول بالقبول مقابل ... وما كلّ قول واجب الردّ والطرد
اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 14