responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي    الجزء : 1  صفحة : 132
وأخبرني الشيخ فوزان –سفير السعودية في الهند- لما قابلته في بومباي أن المنبوذين في الهند، وهم زهاء أربعين مليوناً، قبلوا الدخول في الإسلام من نحو نصف قرن وأقبلوا عليه أفواجاً، فما كان من الإنكليز إلا أن عمدوا إلى سلاحهم القديم وهو التهمة بالوهابية، فأثاروا بذلك العامة، وأفهموهم أن هؤلاء إن أسلموا صاروا وهابيين، فعقدت لهم امتحانات، يسألونهم فيها عن الوهابية، ورأيهم فيها، وفي مسائلها.
فكانت العاقبة أن انصرفوا عن الإسلام وآثروا البقاء على ما هم فيه، وقد قرأ القراء في كتابي عن أندونيسيا خبر وصول موجة الوهابية إلى أواسط جزيرة جاوا وأنه ما فرق المسلمين إلا كتب يوسف النبهاني1".
لا شك أن القارئ المنصف الغيور على التوحيد قد استفظع هذه الأخبار وحق له أن يستفظعها، ولكن هناك أمراً آخر قد لا يقل عنها فظاعة، ترى ما هو؟ يمكننا أن نستنتج من الحوادث السابقة، وأمثالها كثير أمرين:
أحدهما: قوة الدعاية المضادة لدعوة هذا الإمام، فقد استطاعت أن تقلب الحق على باطل والمعروف إلى منكر، وتخفي الشمس في رائعة النهار.
الثاني: وهو لا يخطر على بال الكثيرين على الرغم من بداهته وخلاصته: تساهل بعض حملة دعوة التوحيد، صحيح أنهم كثيرون ولكنهم يهملون وتكاد تتقلص، في بعض البلاد نرى الدعوات الماكرة والإلحادية على أساليب الدعاية الإعلامية الحديثة، في حين نرى الدعوات الماكرة والإلحادية على الرغم من بطلانها وسخافتها ومخالفتها للفطرة السليمة وقتلها للطموح الإنساني، ناشطة –وللأسف-. وقد خدعت كثيراً من الجماهير الغفلة، وذلك نتيجة استعمال وسائل الإعلام العاصرة. ذلك السلاح الخطير الذي ينبغي أن ندرسه لنستعمله في سبل الحق والخير.

1 الشيخ محمد بن عبد الوهاب 1/7-8.
اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست