اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 103
عبد العزيز بن محمد آل الشيخ
قال:[1] قبل أن أبدأ الحديث عن الدعوة السلفية التي قامت في أواسط القرن الثاني عشر الهجري بقيادة الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب عليه رحمة الله فإنه لا بدّ من لمحة عامة عن حال الجزيرة العربية قبل هذه الدعوة السلفية فقد شهد القرن الحادي عشر الهجري والنصف الأول من القرن الثاني عشر تحولاً في المفهوم الإسلامي لحقيقة التوحيد وحقيقة الشرك بالله سبحانه وتعالى، فعبدت الأشجار والأحجار وأقيمت الطقوس الخرافية والبدع المصطنعة، وشيدت القبور وقدمت النذور لغير الله سبحانه وتعالى.
ولغربة الإسلام وغلبة الطغام راجت في المجتمع أشكال من البدع المحدثة التي ليست من الإسلام في شيء، حتى في منطلق الدعوة والرسالة. مكة والمدينة اللتين شرفهما الله تعالى بنزول القرآن ومبعث خاتم الرسل والأنبياء وراج في الناس الشعوذة والسحر وكان وراء ذلك كله علماء السوء الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ويروجون للعامة والدهماء الأحاديث الموضوعة المخالفة لصريح القرآن والثابت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذه الأجواء وفي هذا المجتمع الحالك بظلمة الضلالة والبدعة والفساد قام شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب بدعوته فحارب الشرك بالله مستعيناً به وأعلنها في الملأ بأن دعاء غير الله من ملك أو نبي أو ولي، شرك بالله تعالى وان اتخذ بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم فإنه يكفر بإجماع المسلمين ودليله في ذلك كتاب الله وسنة [1] الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية، وقد اجتزأنا من محاضرته القيمة هذه الكلمات.
اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 103