اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 237
فأضطر أن ينتقل إلى بلد العيينة ورئيسها يومئذ عثمان بن حمد بن معمر 1
لجأ ابن عبد الوهاب إلى العيينة لجوء صاحب دعوة يؤمن بها ويصر عليها وينشد القوة التي تؤازره في نشر دعوته والتمكين لها، بعد أتيقن في تجربته في حريملاء أنه لا بقاء لحل أعزل من قوة تحميه. ولم يكن في لجوئه إلى العيينة والتماسه قوة تحميه حتى يبلغ دعوته مبتدعاً فله في ذلك أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روت كتب السيرة الصحاح أنه صلى الله عليه وسلم كان يعرض نفسه على القبائل في كل موسم مناشدا أهل النخوة من شيوخ القبائل أن يبذلوا له الحماية من اضطهاد قريش حتى يبلغ عن ربه. وتروي كتب السيرة أن بني عامر بن صعصعة وكانوا من أكبر قبائل نجد آنذاك عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبذلوا له الحمايه شريطة أن يكون لهم الأمر من بعده فأجابهم:" إن الأمر لله يضعه حيث يشاء "[2]فأنصرفا عنه كارهين أن يهدفوا صدورهم لسهام العرب دفاعا عنه ثم لا يكون الأمر لهم وظل رسول الله صلى الله عليه وسلم على موقفه من عدم جعل الأمر من بعده ثمناً لنصرته حتى أكرمه الله بالأنصار فبايعوه على الإسلام والسمع والطاعة دون رجاء في مغنم دنيوي اكتفاء برضوان الله تعالى والجنة. لكن ابن عبد الوهاب إذ لجأ إلي العيينة التماسا لنصرة أميرها عثمان بن معمر " حاول على نصرته وقال له: إني أرجو إن أنت قمت بنصر لا إله إلا الله أن يظهرك الله وتملك نجداً وإعرابها3"وعلى هذا ناصر عثمان بن معمر وفي ظل هذه المناصرة أزال البدع التي كانت في العيينة مطبق الحدود بأن رجم امرأة أقرت عنده بالزنا"وكان أول من رجمها عثمان نفسه فلما ماتت أمر الشيخ أن يغسلوها وأن تكفن ويصلى عليها"[4].
وما أن أصبح للدعوة منهج تدعوا الناس إلية وسلطان تزع المخالفين به
(1) المرجع السابق. ص 78 وكذلك ابن بشر. عنوان المجد في تاريخ نجد. ص 22 [2] سيرة ابن هشام ج 2 ص 289 وأيضا ابن جرير الطبري تاريخ الأمم والملوك ز ج2 ص 232.
(3) ابن بشر عنوان المجد في تاريخ نجد/ج1 ص 22 [4] ابن غنام. تاريخ نجد ص 80 وايضا ابن بشر. عنوان المجد في تاريخ نجد ج 1ص 23
اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 237