اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 208
أهل الشرك وساعون في قتالهم ويتعذر أو يشق عليه ترك وطنه فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده ويجاهد بما له ونفسه فهذا أيضا كافرا (1)
ونحن نلمس في هذه الأنواع الثلاثة من أنواع الكفر التي ذكرها ابن عبد الوهاب مدى تأثره برد فعل العداوة التي حوصر بها وأتباعه ومحاولته إخراج العديد من المسلمين الذين وقفوا على الحياد في هذا الصراع عن حيادهم ليحددوا مواقفهم مع الحركة الوهابية أو مع خصومها.
ويبقى أن نقرر أنه رغم تأثر ابن عبد الوهاب بجو الصراع لدى تحديده أنواع الكفر فقد ظل في دائرة المنهج الموضوعي، إنه يحدد أنواعا للكفر ولا يرمي أناسا معينين به.
نأتي بعد ذلك إلى تبيان وجهة النظر في هذه المسألة:
وانطلاقا مما أسلفنا بيانه في مستهل هذا الفصل فإني أرى أن الإسلام منوط بشهادة: لا إله إلا الله. محمد رسول الله، فمن نطق بالشهادتين فقد أسلم، ولا يخرجه عن الإسلام معصية يرتكبها أو نية يستنبطها تخالف ما أعلنه.
ذلك هو الإسلام الذي قبله رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس وخلت الأيام بالسلف عليه.
فالحديث: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإن قالوها فقد عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله.
من ذلك يتبين أننا أمام أمور ثلاثة:
الأول: الإسلام الذي يدخل به الإنسان في إطار الجماعة الإسلامية ويستحق به وصف المسلم وتثبت له به حقوق المسلم وتجب عليه واجباته.
الثاني: الإسلام الذي يقبله الله من العبد ويكتب له به الجنة.
(1) ابن غنام ـ تاريخ نجد ص: 439
اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 208