اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 140
[1]. أنه يؤمن بشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم وحديث الشفاعة نتوقف أمامه قليلا لما له من أهمية ولما أثاره أعداء ابن عبد الوهاب من إنكاره لها ـ وسوف نعرض حجج القوم ثم نورد بنصوص من واقع عقيدة ابن عبد الوهاب كما هو متبع في منهجنا في البحث:
أولا: تعريف الشفاعة فقد قال أهل المعاني أنها مأخوذة من الشفع المقابل للوتر، قال أو جعفر:" والشفاعة"مصدر من قول الرجل: شفع لي فلان إلى فلان شفاعة وهو طلبه إليه في قضاء حاجته. وإنما قيل للشفيع" شفيع وشافع" لأنه ثنى المستشفع به فصار صاحبه له فيها شافعا، وطلبه فيه وفي حاجته شفاعة ولذلك سمي الشفيع في الدار وفي الأرض "شفيعا" لمصير البائع به شفعا [1] .
ويذكر ابن الأثير في النهاية قد تتكرر ذكر الشفاعة في الحديث فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم، يقال شفع يشفع شفاعة فهو شافع وشفيع والمشفع الذي يقبل الشفاعة (يكسر الفاء المشددة) والمشفع الذي يقبل شفاعته.
ويعرف بشير السهسواني الهندي نقلا عن الحافظ في فتح الباري الإستشفاع طلب الشفاعة وهي انضمام الأدنى إلى الأعلى يستعين به على ما يردفه، إذا دريت هذا فاعلم أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين ثابتة في الدنيا والآخرة، أما الشفاعة في الدنيا فقد قال تعالى في سورة النساء {َلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً} . (2)
ويذهب المفسرون لهذه الآية بأن الله تعالى يرشد العصاة والمذنبين إذا وقع الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيستغفروا الله عنده ويسألوه أن يستغفر لهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم.
وهذه هي بعض تعريفات الشفاعة لدى أصحاب التفسير والإقرار فيها [1] ابن جرير الطبري ـ جـ2 ص 31-32
(2) بشير السهسواني ـ صيانة الانسان عن وسوسة الشيخ دحلان 363
اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 140