اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 138
الكافرين حقا يقطع كل حجة} قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ {. (1)
لكن علماء الكلام ما كانوا ليقفوا في جدالهم عند حد فكما أقدموا على الحديث عن الذات القدسية وأمعنوا في البحث عن كنه الذات ومدلول الصفات والتفريق بين صفة الذات عند البعض كعين الذات وعند الآخرين زائدة عليها وبين صفة للفعل توجب بوجود الفعل أو هي سابقو ويعيب ابن عبد الوهاب على المتكلمين هذا الإسراف والإسفاف في تلقي النصوص: (إن السلف قد كثر كلامهم وتصانيفهم في أصول الدين وإبطال كلام المتكلمين وتكفيرهم) [2] .
كذلك أقدموا على آيات الوعد والوعيد بأن قالوا أن الوعد واجب على الله الوفاء به لعباده المؤمنين لأنه منزه من عدم الوفاء به، أما الوعيد فجائز وقوعه وجائز العفو عنه وهي تفرقه تعود عند المعتزلة إلى قولهم في أحد أصولهم بالحسن والقبح واستلزامهم إتيان الله لكل حسن وتنزهه عن كل قبيح، وتعود عند المرجئة على قولهم بالإرجاء ومضمونه أن أفعال العبادة مرجأة " إلى الله تعالى يعفو عمن يشاء ويعاقب من يشاء بل إنهم قالوا أنه لا تضر مع الإيمان معصية مهما كبرت وقادهم هذا التفريع على الحديث عن اليوم الآخر وماهيته، وماهية البعث وكيف يكون النعيم لأهل النعيم والعذاب لأهل العذاب وهل يخلد كل فريق في نعيمه أو عذابه؟
ومجمل قول أهل السنة في دحض شبهة المرجئة ومن نجا نحوهم أنه إذا كان الله قد بعث رسلا مبشرين منذرين فبينوا للناس ما شرع الله من الدين فكان منهم المؤمن والكافر وصح في العقل والنقل أن لهم جميعاً {مِيعَادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ} . [3] وأنهم إلى ربهم يحشرون ليثاب المحسن على إحسانه ويجازى المسيء على إساءته {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [4] وإذا كان عقاب المذنب مما تصرح به
(1) ق:28 [2] ابن غنام ـ تاريخ نجد ـ 227 [3] سبأ:30 [4] الزلزلة:8.7
اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 138