اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 124
فوق منزلتهم، ويجوز في حقهم شرعا وعقلا النوم والنكاح والأكل والشرب والجلوس والمشي والضحك وسائر الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم الصلبة [1] .
ثالثا: بشرية الأنبياء لا تؤدي إلى نقص في تبليغ الأحكام ـ وقد تمتد إليهم أيدي الظلمة وينالهم الاضطهاد وقد يقتل الأنبياء كما أخبر الله بذلك في كتابه بقوله سبحانه {وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} [2] .
رابعا: يندد ابن عبد الوهاب بالذين يدعون لأنفسهم أكثر مما يكون لدى الأنبياء فيقول: (تبرؤ الرسل من دعوى أن عندهم خزائن الله أو علم الغيب، مع أن الطواغيت في زمننا ادعوا ذلك وصدقوا وعبدوا لأجل ذلك) [3] .
خامساً: يؤكد ابن عبد الوهاب أن من بشرية الأنبياء بأن ليس لهم الأمر شيء فيقول (التحقيق بكون المخلوق ليس له من الأمر شيء ولو كان نبياً مرسلا، لسبب ما فيها من قصة ابن نوح) [4] .
سادسا: إن الذي عليه المحققون من العلماء من الحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية أن الأنبياء معصومون من الكبائر وأما الصغائر فقد تقع منهم لكنهم لا يقرون عليها بل يتوبون منها ويحصل لهم بالتوبة منها أعظم مما كان قبل ذلك وجميع أهل السنة والجماعة متفقون على أنهم معصومون في تبليغ الرسالة ولا يجوز أن يستقر في شيء من الشريعة خطأ باتفاق المسلمين [5] .
سابعا: إنه لا ينكر إصابة الشيطان للأنبياء بما لا يقدح في النبوة لقوله تعالى: {نَسِيَا حُوتَهُمَا} مع قوله {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ} [6] . [1] ابن غنام ـ تاريخ نجد ـ ص 623 وكذلك مجموعة التوحيد ص 395 [2] آل عمران: 112 [3] ابن غنام ـ تاريخ نجد ـ 622 [4] المرجع السابق. [5] الدرر السنية ـ كتاب العقائد ـ جـ 1 ص141 [6] الكهف: 63
اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 124