قَامَ مقَامه بزاويته بِمَدِينَة قسطنطينية وَكَانَ رجلا اميا الا انه كَانَ صَاحب جذبات عَظِيمَة وأحوال سنية وَكَانَ مشتغلا بِنَفسِهِ ومنقطعا عَن النَّاس وَكَانَ متواضعا متخشعا مراعيا للْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين توفّي رَحمَه الله فِي سنة هُنَا بَيَاض بِالْأَصْلِ وَتِسْعمِائَة وَكَانَ شَيخا هرما روح الله روحه وَنور ضريحه
وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ مصلح الدّين مصطفى الشهير بكوندر مصلح الدّين
قَرَأَ رَحمَه الله على عُلَمَاء عصره ثمَّ رغب فِي التصوف واتصل بِخِدْمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى تَاج الدّين من الطَّرِيقَة الزينية ثمَّ اتَّصل بعد وَفَاته بِخِدْمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه محيي الدّين القوجوي وَأَجَازَهُ للارشاد وَجلسَ مَكَانَهُ بِمَدِينَة قسطنطينية بعد وَفَاته وَكَانَ رَحمَه الله عَالما عابدا زاهدا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس وَلَا يخرج من بَيته الا ليُصَلِّي فِي مَسْجده وَلَا يخرج من زاويته الا الى الْجُمُعَة وَتُوفِّي على الْعِبَادَة وَالصَّلَاح روح الله روحه وَنور ضريحه
وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ محيي الدّين الازنيقي الامام بِجَامِع السُّلْطَان سليم خَان
حصل طَريقَة التصوف عِنْد الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ محيي الدّين الاسكليبي وَوصل الى مناه وَحصل مَا يتمناه وَكَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ الْمجِيد وَكَانَ مبارك النَّفس مَقْبُول الطَّرِيقَة مرضِي السِّيرَة وَكَانَ عابدا زاهدا ورعا متشرعا تقيا نقيا متبتلا الى الله تَعَالَى وَنقل كثير من النَّاس عَنهُ الكرامات العيانية قدس سره
وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ اسكندردده بن عبد الله
تربى هُوَ ايضا عِنْد الشَّيْخ محيي الدّين الاسكليبي وأكمل الطَّرِيقَة وأجيز لَهُ بالارشاد وَكَانَ رجلا اميا اولا ثمَّ تحصل ببركة التصوف على المعارف الذوقية بِحَيْثُ تتحير فِي معارفه الْعُقُول وَكَانَت لَهُ قُوَّة فِي تربية المريدين نقل عَنهُ بعض اصحابه احوالا تتَعَلَّق بقوته للارشاد وَلَيْسَ هَذَا الْمقَام مقَام ذكره
اسم الکتاب : الشقائق النعمانيه في علماء الدوله العثمانيه المؤلف : طاشْكُبْري زَادَهْ الجزء : 1 صفحة : 318