اسم الکتاب : الشقائق النعمانيه في علماء الدوله العثمانيه المؤلف : طاشْكُبْري زَادَهْ الجزء : 1 صفحة : 149
وقدرة بل يجْرِي على مَا كتب فِي الازل قَالَ الشَّيْخ وَهَذَا كفر ثمَّ قَالَ الشَّيْخ خرج صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا على اصحابه وَبِيَدِهِ كِتَابَانِ فَقَالَ للَّذي فِي يَمِينه هَذَا كتاب من الله وَفِيه اسماء اهل الْجنَّة وَقد اجمل على آخرهَا وَقَالَ للَّذي فِي شِمَاله هَذَا كتاب من الله تَعَالَى وَفِيه اسماء أهل النَّار وَقد اجمل على آخرهَا فَقَالَ الصَّحَابَة اذن نَدع الْعَمَل فَقَالَ رَسُول الله = ص اعْمَلُوا فَكل ميسر لما خلق لَهُ وَقَالَ الشَّيْخ اراد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ان لأهل الْجنَّة عَلامَة فَمن وجد فِيهِ تِلْكَ الْعَلامَة فهومن اهلها وان لأهل النَّار عَلامَة فَمن وجد فِيهِ تِلْكَ الْعَلامَة فَهُوَ من اهلها ثمَّ قَالَ وَلَا بُد لَك ان تحصل عَلامَة اهل الْجنَّة كَمَا فعل اصحاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيْثُ اجتهدوا فِي الْعَمَل وَلم يَتْرُكُوهُ اعْتِمَادًا على الْكتاب وَإِذا بلغت مبلغ اهل التَّحْقِيق بِاتِّبَاع شَرِيعَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَصح لَك ان تَقول لَيْسَ لي قدرَة وَلَا اخْتِيَار بل الْكل من الله تَعَالَى اما تعرف ان السّلف اجتهدوا فِي اتِّبَاع الشَّرِيعَة والاعمال الشاقة والرياضات الصعبة فَإِذا كَانَ حَالهم كَذَلِك فَمَا بالنا لَا نجتهد فِي الْعَمَل فَلَمَّا قرر الشَّيْخ هَذَا الْكَلَام قَالَ الْمولى قَاضِي زَاده صَدقْتُمْ كنت انا وَالْمولى الساميسوني يَقُول لَا نجاة الا فِي مُتَابعَة أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَ الشَّيْخ الْمَذْكُور قدس سره الْعَزِيز فِي سلخ جُمَادَى الاخرة من شهور سنة ارْبَعْ وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَدفن عِنْد تربة شَيْخه قدس الله أسرارهم وَمِنْهُم الْعَالم الْفَاضِل الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ سِنَان الدّين الْفَروِي
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى من خلفاء الشَّيْخ تَاج الدّين وَكَانَ زاهدا ورعا غَايَة الْوَرع سَمِعت عَن وَالِدي رَحمَه الله تَعَالَى انه اتى بَلْدَة بروسه وَنزل فِي زَاوِيَة الشَّيْخ حاجي خَليفَة فأوصى الشَّيْخ المريدين العاكفين بزاويته ان لَا يخالفوا آدَاب الطَّرِيقَة بِوَجْه من الْوُجُوه استحياء من ورع الشَّيْخ الْمَذْكُور وَحكى رَحمَه الله تَعَالَى انه كَانَ عِنْد الشَّيْخ حاجي خَليفَة وَكَانَ وَاحِد من مريديه تزوج بنت وَاحِد من التُّجَّار وَقد البسه ذَلِك التَّاجِر ثوبا من الصُّوف ولبسه هُوَ حَيَاء من التَّاجِر
اسم الکتاب : الشقائق النعمانيه في علماء الدوله العثمانيه المؤلف : طاشْكُبْري زَادَهْ الجزء : 1 صفحة : 149