responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك المؤلف : المقريزي    الجزء : 1  صفحة : 470
أَيْضا لَهُم من أَيَّام الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب فِي الاعتقال. فَلَمَّا بَلغهُمْ ذَلِك خَرجُوا من الْجب وأظهروا الْفَرح والاستبشار وَأَرَادُوا أَخذ القلعة. فَلم يُوَافق الْأَمِير سيف الدّين القيمري على ذَلِك وتركهم وَقعد على بَاب دَار الْملك الْمعز أيبك الَّتِي فِيهَا وخطب للناصر بالقلعة ومصر وَسَائِر الْبِلَاد الَّتِي بلغَهَا خبر نصرته. وَكَانَ بِجَامِع الْقَاهِرَة الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام فَقَامَ على قَدَمَيْهِ وخطب خطتن خفيفتين وَصلى بِجَمَاعَة الْجُمُعَة وَصلى قوم صَلَاة الظّهْر. فَمَا هُوَ إِلَّا أَن انْقَضتْ صَلَاة الْجُمُعَة حَتَّى وَردت الْبشَارَة بانتصار الْملك الْمعز وهزيمة النَّاصِر فدقت البشائر. وَقدم جمَاعَة وَمَعَهُمْ نصْرَة الدّين بن السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب فاعتقلوه بقلعة الْجَبَل. وَقبض على الْأَمِير نَاصِر الدّين بن يغمور والوزير أَمِين الدولة أبي الْحسن بن غزال وَمن كَانَ مَعَهُمَا وأعيدوا إِلَى الْجب. وَنُودِيَ آخر النَّهَار فِي الْقَاهِرَة ومصر بالزينة. وَأما الْملك الْمعز فَإِنَّهُ سَاق - بَعْدَمَا تقم ذكر من قَتله الْأُمَرَاء - إِلَى العباسية فَلَمَّا رأى دهليز الْملك النَّاصِر توهم وعرج عَن الطَّرِيق على العلاقمة إِلَى بلبيس ظنا أَن وَاقعَة وَقعت بِالْقَاهِرَةِ. فَبلغ من كَانَ بالدهليز الْخَبَر فهدموه فِي اللَّيْل وَسَارُوا إِلَى الشَّام. فَبلغ ذَلِك الْملك الْمعز وَهُوَ فِي بلبيس فَرَحل يُرِيد الْقَاهِرَة وَقد اطْمَأَن ودخلها يَوْم السبت ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة بالأسرى بَين يَدَيْهِ وسناجقهم مقلبة وطبولهم مشققة وخيولهم وَأَمْوَالهمْ بَين يَدَيْهِ إِلَى أَن وصل إِلَى بَين القصرين فلعبت المماليك بِالرِّمَاحِ وتطاردوا وَالْملك الْمعز فِي الموكب وَإِلَى جَانِبه الْأَمِير حسام الدّين أبي عَليّ وقدامه الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل تَحت الِاحْتِيَاط فعندما وصل إِلَى تربة الْملك الصَّالح نجم الدّين أحدق المماليك البحرية بالصالح إِسْمَاعِيل وصاحوا: يَا خوند أَيْن عَيْنك ترى عَدوك إِسْمَاعِيل ثمَّ سَارُوا إِلَى قلعة الْجَبَل واعتقل الصَّالح إِسْمَاعِيل بهَا وَبَقِيَّة الْمُلُوك وَألقى الأسرى من الشاميين فِي الْجبَاب. وعندما دخل الْملك الْمعز إِلَى القلعة تَلقاهُ الْملك الْأَشْرَف مُوسَى وهنأه بالظفرة فَقَالَ الْأَمِير فَارس الدّين أقطاي للأشرف: كلنا حصل بسعادتك وَمَا سعينا إِلَّا فِي تَقْرِير ملكك وَكَانَ يُؤثر بَقَاء الْأَشْرَف خوفًا من استبداد الْمعز أيبك وَكَانَ هَذَا الْيَوْم من أعظم أَيَّام الْقَاهِرَة واستمرت الزِّينَة بِالْقَاهِرَةِ ومصر وقلعة الْجَبَل وقلعة الرَّوْضَة عدَّة أَيَّام.
(تَابع سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة)
وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشره شنق الْأَمِير نَاصِر الدّين إِسْمَاعِيل بن يغمور أستادار

اسم الکتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك المؤلف : المقريزي    الجزء : 1  صفحة : 470
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست