responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك المؤلف : المقريزي    الجزء : 1  صفحة : 268
الْأَفْضَل وَالظَّاهِر عَلَيْهَا فَقدما بعد ذَلِك وضايقا دمشق فى رَابِع عشر ذِي الْقعدَة وَاشْتَدَّ الْقِتَال حَتَّى كادا يأخذان الْبَلَد فَوَقع بَينهمَا الِاخْتِلَاف. بمكيدة دبرهَا الْعَادِل ففترت الهمة عَن الْقِتَال وَذَلِكَ أَن الْعَادِل كتب إِلَى كل من الْأَفْضَل وَإِلَى الظَّاهِر سرا بِأَن: أَخَاك لَا يُرِيد دمشق إِلَّا لنَفسِهِ وَقد اتّفق مَعَه الْعَسْكَر فى الْبَاطِن على ذَلِك فانفعلا لهَذَا الْخَبَر وَطلب كل مِنْهَا من الآخر أَن تكون دمشق لَهُ فَامْتنعَ فَبعث الْعَادِل فى السِّرّ إِلَى الْأَفْضَل يعده بالبلاد الَّتِي عينت لَهُ بالشرق وهى رَأس عين والخابور وميافارقن وَغير ذَلِك وبذل لَهُ مَعَ ذَلِك مَالا من مصر فى كل سنة. بمبلغ خمسين ألف دِينَار فانخدع الْأَفْضَل وَقَالَ لِلْأُمَرَاءِ الصلاحية وَمن قدم إِلَيْهِ من الأجناد: لَا إِن كُنْتُم جئْتُمْ إِذْ فقد أَذِنت لكم فى الْعود إِلَى الْملك الْعَادِل وَإِن كُنْتُم جئْتُمْ إِلَى أخي فَأنْتم بِهِ أخبر. وَكَانُوا يحبونَ الْفضل من أجل أَنه لين العريكة فَقَالُوا كلهم: لَا نُرِيد سواك والعادل أحب إِلَيْنَا من أَخِيك. فَأذن لَهُم فِي الْعود إِلَى الْعَادِل فَسَار إِلَيْهِ الْأَمِير فَخر الدّين جهاركس والأمير زين الدّين قراجا وعلاء الدّين شقير والحجاف وَسعد الدّين بن علم الدّين قَيْصر فَوَقع الوهن وَالتَّقْصِير فى الْقِتَال بَعْدَمَا كَانُوا قد أشفوا على أَخذ دمشق وَانْقَضَت هَذِه السّنة وَالْأَفْضَل وَالظَّاهِر على منازلة دمشق.

اسم الکتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك المؤلف : المقريزي    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست