responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك المؤلف : المقريزي    الجزء : 1  صفحة : 238
فأفضى إِلَيْهِ بأسراره. وَعلم الْعَادِل اختلال أَحْوَال الْأَفْضَل وَسُوء تَدْبيره وقبيح سيرته فانحرف عَنهُ وَنَهَاهُ فَلم ينْتَه إِلَّا أَنه مبالغ فِي كَرَامَة عَمه حَتَّى أَنه ترك لَهُ السنجق. وَصَارَ الْعَادِل يركب بالسنجق السلطاني فِي كل يَوْم ويركب الْأَفْضَل فِي خدمته. فَمَا هُوَ إِلَّا أَن اسْتَقر ذَلِك إِذْ حدث بَين الظَّاهِر صَاحب حلب وَبَين أَخِيه الْأَفْضَل وَعَمه الْعَادِل وَحْشَة من أجل ميل الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة إِلَى الْعَادِل. فسير الظَّاهِر إِلَى أَخِيه الْعَزِيز يحرضه على قصد الشَّام ووعده بالمساعدة لَهُ على الْأَفْضَل فَوَافَقَ ذَلِك غَرَضه وَخرج من الْقَاهِرَة بعساكره. فَلَمَّا قَارب الْعَزِيز دمشق كَاتب الْملك الْعَادِل الْأُمَرَاء سرا واستمالهم وَكَانَ الْأُمَرَاء الصلاحية قد وَقع بَينهم وَبَين الْأُمَرَاء الأَسدِية تنافس لتقديم الْعَزِيز الصلاحية على الأَسدِية. فَعمِلت حيل الْعَادِل حَتَّى وَقعت الوحشة بَين الطَّائِفَتَيْنِ ونفرت الأَسدِية من الْملك الْعَزِيز. وَكَاتب الْعَادِل الْعَزِيز سرا يخوفه من الأَسدِية ويحثه على إبعادهم عَنهُ وَكَاتب الأَسدِية يخوفهم من الْعَزِيز ويستميلهم إِلَيْهِ. فحاق مَا مكره وَتمّ لَهُ مَا دبره وعزموا على مُفَارقَة الْعَزِيز وحسنوا للأكراد والمهرانية موافقتهم فانقادوا إِلَيْهِم. وَكَانَ مقدم أُمَرَاء الأكراد الْأَمِير حسام الدّين أَبُو الهيجاء السمين فَاجْتمع بالأكراد مَعَ الأَسدِية وَاتَّفَقُوا بأجمعهم على مُفَارقَة الْعَزِيز والانضمام إِلَى الْعَادِل وَالْأَفْضَل ومضايقة الْعَزِيز وعقدوا النِّيَّة على مُكَاتبَة من بَقِي مِنْهُم بِمصْر أَن يستقبلوا الْعَزِيز ويحولوا بَينه وَبَين الْقَاهِرَة فَيصير بذلك بَين الْفَرِيقَيْنِ وَيُؤْخَذ بِالْيَدِ. فَلَمَّا كَانَ فِي عَشِيَّة الرَّابِع من شَوَّال: رَحل الْأَمِير أَبُو الهيجاء بالأكراد والمهرانية والأسدية وهم لابسون لَامة الْحَرْب وَلَحِقُوا بالعادل فسر بهم لأَنهم مُعظم الْجَيْش. فَلَمَّا أصبح نَهَار الْخَامِس من شَوَّال رَحل الْعَزِيز يُرِيد مصر وَهُوَ متخوف من الأَسدِية المقيمين بِالْقَاهِرَةِ. وَكَانَ نَائِبه بهَا الْأَمِير بهاء الدّين قراقوش الْأَسدي فَلم يتَغَيَّر على الْعَزِيز وَوصل إِلَى الْقَاهِرَة فاستقر بهَا. ثمَّ إِن الْعَادِل خرج بالأفضل من دمشق وَمَعَهُ العساكر يُرِيد اخذ الْقَاهِرَة لما دَاخله من الطمع فِي الْعَزِيز وَاتفقَ مَعَ الْأَفْضَل على أَن يكون للعادل ثلث الْبِلَاد المصرية وَيكون ثلثاها للأفضل. فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك ورحلا من دمشق وَخرج مَعَهم أَيْضا الْمَنْصُور صَاحب حماة وَعز الدّين بن

اسم الکتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك المؤلف : المقريزي    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست