responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلوك في طبقات العلماء والملوك المؤلف : الجُنْدي، بهاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 471
وَقد غطي وَذكر عَلَيْهِ اسْم الله تَعَالَى قَالَ كَمَا فِيهِ صبي قد أكل شَيْئا ونام قبل غسل فِيهِ قَالَت بلَى لكني أخشاك تضره قَالَ إِذا أصبح وعَلى فِيهِ شَيْء فأطلوه بطحلة الجرة ثمَّ غَابَ عَن نظر الْفَقِيه وَإِذا بِهِ يسمع بكاء الطِّفْل فِي المهد فَاسْتَيْقَظت أمه وحركته حَتَّى نَام وَعَاد الْفَقِيه إِلَى ورده ثمَّ لما أصبح الصَّباح ظهر على فَم الصَّبِي بثر فَقَالَت أمه للفقيه يَا سَيِّدي مَا هَذَا الَّذِي بولدي قَالَ تطعمينه وَلَا تغسلين فَمه من الطَّعَام فَعرفت وَقَالَت نعم فَقَالَ هَاتِي الجرة فَأَتَتْهُ بهَا فأبعد ماءها وسلت من طحلتها شَيْئا فطلى بِهِ فَم الصَّبِي فَلم يلبث أَن تعافى ثمَّ أَقبلت الْهِرَّة تمشي على سَبِيل عَادَتهَا فَقَالَ الْفَقِيه لَهَا هَكَذَا يَا مسعودة تساعدين علينا فَنَظَرت إِلَيْهِ سَاعَة ثمَّ ولت فَقَالَ الْفَقِيه قد ربينا هَذِه الْهِرَّة فَالله عَلَيْهَا خير حَافِظًا فَنزلت الْهِرَّة الدهليز وأرادت أَن تخرج من طَاقَة فِيهِ فحنبت فِيهَا ثمَّ لما كَانَ بعد يَوْمَيْنِ افتقدت فَلم تُوجد فَأمر الْفَقِيه من طلبَهَا وَقَالَ لَعَلَّهَا فِي الْموضع الْفُلَانِيّ فَوجدت فِيهِ حانبة فخلصت مِنْهُ وأتى بهَا إِلَى الْفَقِيه فَمسح عَلَيْهَا وَقَالَ لَا بَأْس عَلَيْك لَا تغيري الصُّحْبَة ثمَّ لما استفاضت هَذِه الرِّوَايَة صَار كل من حصل بِهِ حول فَمه بثر طلاه بطحلة الجرة فَيبرأ وجرب ذَلِك وَقدم على هَذَا الْفَقِيه الفقيهان مُحَمَّد بن أبي بكر الأصبحي وَمُحَمّد بن عمر الزَّيْلَعِيّ أَخْبرنِي الْفَقِيه صَالح بن عمر بذلك وَأَنه يذكر قدومهما عَلَيْهِ وسمعا عَلَيْهِ كتاب الرَّقَائِق لِابْنِ الْمُبَارك وَكنت إِذْ ذَاك صَغِيرا
وَلَقَد نَدِمت حَيْثُ لم أحضر سماعهما وَكَانَ محبوبا عِنْد أهل بَلَده ونواحيها مسموع القَوْل مَقْبُول الشَّفَاعَة وَكَانَ خطيب الْبَلَد وَإِمَام الْجَامِع وَكَانَت وَفَاته نَحْو سِتِّينَ وسِتمِائَة تَقْرِيبًا وَحضر قبرانه خلق لَا يكادون يُحصونَ
وَمن غَرِيب مَا جرى يَوْم مَوته أَنه لما توفّي كَانَت لَهُ بقرة غَالب إدامه من لَبنهَا ودهنها توفيت يَوْم توفّي أَيْضا فَلم يخرج الْفَقِيه حَتَّى أخرجت الْبَقَرَة وَكَانَ مَعَه مُؤذن بَينه وَبَينه محبَّة وَرُبمَا كَانَا أَتْرَابًا فحين توفّي الْفَقِيه خرج من جملَة القبار وَجعل ابْنا لَهُ

اسم الکتاب : السلوك في طبقات العلماء والملوك المؤلف : الجُنْدي، بهاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 471
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست