responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلوك في طبقات العلماء والملوك المؤلف : الجُنْدي، بهاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 469
وَمن أحسن مَا بَلغنِي من مَكَارِم بني عمرَان أَن هَذَا عمرَان كَانَ يلْعَب وَهُوَ فَتى مَعَ بعض الدرسة فَحَذفهُ بحصاة وَقعت بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ وأبعدته فخاف الدرسي خوفًا شَدِيدا فَأمر لَهُ القَاضِي بكسوة وَأمره أَن يروح حَيْثُ شَاءَ وَلم يغب إِلَّا أَيَّامًا قَلَائِل وَكَانَت لَهُ مَكَارِم يكثر تعدادها لَو أَنَّهَا قرنت بورع لكَانَتْ عجبا وَكَانَ لحسان الْمُقدم ذكره ثَلَاثَة أَوْلَاد هم مُحَمَّد ويوسف وَعمر وأمهم وَأم الوزراء بني مُحَمَّد بن عمر أختَان إِذْ هما بَنَات القَاضِي أسعد بن مُسلم الْآتِي ذكره ولهذه الْقَرَابَة سلمُوا من الضَّرْب وَلم يسلمُوا من الْقَيْد وَالْحَبْس بِخِلَاف أَوْلَاد أبي بكر فَإِنَّهُم سلمُوا من جَمِيع مَا وَقع بأهلهم من ضرب وَحبس وَقتل وَقبض أَرض فَدلَّ أَن نفع الدُّنْيَا والمداراة بهَا أبلغ من نفع النّسَب كَمَا قَالَ الحريري الْمَرْء بنشبه لَا بنسبه إِنَّمَا شاركوهم من الْأُمُور الَّتِي وَقعت عَلَيْهِم المؤلمة بِالْخرُوجِ عَن المساكن إِذْ قَامَ بهم الْفَقِيه أَبُو بكر قيَاما مؤزرا وَصد عَنْهُم فَسَأَلت عَن ذَلِك فَقيل كَانَ والدهم يصحب الْفَقِيه أَبَا بكر ويهادنه بِغَيْر علم من أخوته فَلم تزل ذُريَّته مجللين مصونين حَتَّى انقرض مُحَمَّد وَابْنه عبد الله مصونا إِلَى الْآن وَهَذَا كَلَام دخيل
فلنرجع إِلَى تَتِمَّة أَوْلَاد حسان مُحَمَّد أكبرهم كَانَ بِهِ تعبد وتعفف وتفقه على جمَاعَة من فُقَهَاء تعز وَغَيرهم وَكَانَ فِيهِ صَدَقَة وافتقاد لجَماعَة من الضعوف وترتب سِقَايَة لجامع الْجند ثمَّ كَانَ مسحسها هَذَا فِي قيام حَالهم ووزارتهم وسجن بزبيد دهرا وَكَانَ السجان يذكر عَنهُ كرامات مستغربة ثمَّ أطلقهُ الْمُؤَيد من السجْن بعد وَفَاة الْوَزير عَليّ بن مُحَمَّد
وأسكن بَيْتا عمره ثمَّ صَار الْملك إِلَى الْمُجَاهِد وَقد كَانَ الْمُؤَيد نقل إِلَيْهِ أَخَوَيْهِ من سجن عدن إِلَى دَار عمهم بزبيد فلبثوا بِهِ فَأخْرجهُمْ الْمُجَاهِد وَجمع بَينهم وَبَين أهلهم بسهفنة فلبثوا مُجْتَمعين نَحوا من سنة وَتُوفِّي بالتاريخ الْمُتَقَدّم وَأما أَخُوهُ يُوسُف فتفقه أَيْضا بِمن تفقه بِهِ أَخُوهُ كَابْن العراف الْآتِي ذكره وَغَيره وَفِيه مروة وتخلق وَحسن فتوة وَهُوَ بَاقٍ إِلَى عصرنا سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وَأما أَخُوهُ عمر فتفقه وَيذكر بِالْخَيرِ والإنسانية أَيْضا وَلَهُم أَخ رَابِع أمه من الطبريين من أهل مَكَّة لما امتحن أَهله بالسجن وَنزل بِأَبِيهِ إِلَى عدن هربت بِهِ أمه إِلَى

اسم الکتاب : السلوك في طبقات العلماء والملوك المؤلف : الجُنْدي، بهاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 469
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست