اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 95
كان مشاهدًا هذه القصة وابنه عبد الله أرسله عنه, ولم يكن مشاهدًا.
"شرح" تلبيبه: هو ما يجمع من ثوبه عند صدره ونحره في الخصومة ثم يجر به, يقال: لببته تلبيبًا واللبة: المنحر.
وعن جابر بن عبد الله قال: ضرب المشركون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرة حتى غشي عليه, فجاء أبو بكر فقال: سبحان الله أتقتلون رجلًا أن يقول: ربي الله؟! فقالوا: من هذا؟ قال: ابن أبي قحافة المجنون, خرجه في فضائله. وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما نزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [1] أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة, وفي يدها فهر وهي تقول:
مذمما أبينا ... ودينه قلينا
وأمره عصينا
والنبي -صلى الله عليه وسلم- جالس في المسجد ومعه أبو بكر, فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله قد أقبلت وإني أخاف أن تراك, قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إنها لن تراني" وقرأ قرآنًا فاعتصم[2] به كما قال تعالى: {إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} [3] فوقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا أبا بكر إن صاحبك هجاني قال: لا ورب هذا البيت ما هجاك قال: فولت وهي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها, خرجه في فضائل أبي بكر بهذا السياق, ومعناه عند ابن إسحاق وقال بعد قولها بلغني أنه يهجوني: والله لو وجدته لضربته بهذا الفهر.
"شرح" الولولة: رفع الصوت, تقول: ولولت المرأة ولولة وولوالا إذا [1] سورة المسد الآية: 1. [2] ومن هنا يتجلى صحة الاعتقاد في أن القرآن الكريم ينفع في الحفظ, والوقاية من الضرّ. [3] سورة الإسراء الآية: 45.
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 95