اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 151
شاء أن يأكل, وبين لقاء ربه, فاختار لقاء ربه" قال: فبكى أبو بكر فقال أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم: ألا تعجبون من هذا الشيخ إذ ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا صالحًا خيره ربه بين الدنيا ولقاء ربه؟ قال: فكان أبو بكر أعلمهم بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال أبو بكر: بل نفديك بآبائنا وأموالنا.
وخرجه الحافظ الدمشقي عن أبي سعيد ولفظه قال: جلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعني مرجعه من حجته فقال: "إن عبدًا" ثم ذكر معناه وقال: فكان أبو بكر أعلمنا بالأمور, وقد تقدم في ذكر اختصاصه بأنه أمن الناس في صحبته وماله.
وخرجه صاحب فضائله عن أبي سعيد ولفظه: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي مات فيه وهو معصوب الرأس, فاتبعه حتى قام على المنبر فقال: "إني الساعة قائم على الحوض" ثم قال: "إن عبدًا عرضت عليه الدنيا وزينتها, فاختار الآخرة" فلم يفطن لها أحد من القوم إلا أبو بكر, فقال: بأبي وأمي, بل نفيدك بأموالنا وأنفسنا وأولادنا, قال: ثم هبط من المنبر فما رئي عليه حتى الساعة, وقال: حديث حسن.
وعن عمر قال: كنت أدخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو وأبو بكر يتكلمان في علم[1] التوحيد, فأجلس بينهما كأني زنجي لا أعلم ما يقولون. خرجه الملاء في سيرته.
ذكر اختصاصه بشربه فضل لبن شربه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رؤيا رآها وأعطى فضله أبا بكر, وتفسير الصحابة ذلك بالعلم, وتصويبه -صلى الله عليه وسلم- ذلك التفسير:
عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "رأيت كأني أعطيت عسًا مملوءًا لبنًا فشربت منه حتى امتلأت, فرأيتها تجري في عروقي بين الجلد [1] يدل ذلك على فضل علم التوحيد، وأنه من علوم الدين.
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 151