responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 101
قالت: فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدًا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي[1] يومئذ, خرجه ابن إسحاق ولم يعلم أحد فيما بلغني بخروج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا علي بن أبي طالب, فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبره بخروجه وأمره أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الودائع[2] التي كانت عنده للناس, وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده لما يعلم من أمانته وصدقه, فلما أجمع على الخروج أتى أبا بكر فخرج من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته ثم عمد إلى غار بثور, جبل بأسفل مكة, وأمر أبو بكر عبد الله بن أبي بكر أن يستمع لهما ما يقول الناس نهارًا ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون من الخبر, وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره ثم يريحها عليهما إذا أمسى في الغار, وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما, فأقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الغار ثلاثة أيام ومعه أبو بكر وجعلت قريش حين فقدوه مائة ناقة لمن رده عليهم, حتى إذا مضت الثلاثة وسكن عنهما الناس, أتاهما صاحبهما الذي استأجراه ببعيريهما وبعير له, وأتتهما أسماء بنت أبي بكر بسفرتيهما ونسيت أن تجعل لها عصامًا, فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة فإذا ليس فيها عصام فتحل بطاقها فتجعله عصامًا, ثم علقتها به فكان يقال لها: ذات النطاق لذلك.
قال ابن هشام: وسمعت غير واحد من أهل العلم يقول ذات النطاقين, وتفسيره أنها شقت نطاقها باثنتين فعلقت السفرة بواحدة وانتطقت بالأخرى. وعن أسماء أنها قالت: صنعت سفرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت أبي

[1] كما قال الشاعر:
هجم السرور علي حتى إنه ... من فرط ما قد سرني أبكاني
يا عين قد سار البكا لك عادة ... تبكين من فرح ومن أحزان
[2] وإيداع الودائع عنده -صلى الله عليه وسلم- وردها عند هجرته إلى أهلها، من أقوى الأدلة على أمانته.
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست