اسم الکتاب : التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد المؤلف : ابن نقطة الجزء : 1 صفحة : 116
المسموعات والمصنفات ما لم يجمعه أحد من أقرانه وتكلم على علم الحديث فيما استفتى فيه كثيرا ونظر في رجال زمانه وله فيهم أقوال واستفاضت روايته وتحديثه من نحو من ثلاثين سنة وذكر بالفضل والعلم والأشياخ أحياء وبورك له في علمه وكان قليل التصنيف مائلا إلى الإتقان والضبط للكتب التي رواها ولم يزل متمتعا بجوارحه إلى عاشر صفر من هذه السنة فإنه مرض مرضا لحقه منه فالج في يده اليسرى وكان صحيح العقل ثابت الرأي فعاش حميدا ومات فقيدا مات بموته علم الرواية وانقطع إسناد أكثر الكتب التي كانت يرويها من الأدبيات وغيرها ولم يخلف بعده مثله ولا مقاربا له فرحمه الله عليه ولقد كان من العلماء الربانيين والأئمة المرضيين ولقد كان شديد التحري في الرواية قيما بعلم الدراية ثقة فيما يؤديه عارفا بما يعيده ويبديه.
وقال أبو سعد السمعاني في تاريخه إنه حافظ ثقة دين خير متقن متثبت مواظب على صلاة الضحى غير أنه يحب أن يقع في الناس ويتكلم في حقهم وكان يطالع هذا الكتاب يعني تاريخه ويلحق في حواشيه ما يقع له من مثالبهم[1].
وهذا الكلام ينقص بعضه بعضا إن كان السمعاني عرف أنه يجب أن يقع في الناس ويثلبهم بغير حق فما ارتكب هو من قبول كلامه وإثباته في تراجم الناس أعظم وبطل قوله في حقه أنه دين خير فإنه من يتكلم بعرضه في الناس لا يكون صالحا ولا دينا نسأل الله العافية وما هذا الكلام إلا كما أخبرنا أحمد بن الحسين البطي قال أنبأ أبو منصور القزاز أنبأ أبو بكر الخطيب قال أخبرني الأزهري قال أنبأ أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال ثنا أحمد بن مروان المالكي قال ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي قال فجعل أبي يقول فلان ضعيف فلان ثقة فقال أبو تراب يا شيخ لا تغتاب العلماء فالتفت إليه أبي فقال له ويحك هذا نصيحة ليس هذا غيبة [1] أي عيوبهم.
اسم الکتاب : التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد المؤلف : ابن نقطة الجزء : 1 صفحة : 116