اسم الکتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 447
سالم باسمه وماجد ثم أن لماجد سالم وجمع هذا هنا للفائدة وأكثرهم لم يترجم وشيحة صاحب الترجمة ممن ولي إمرة المدينة انتزعها من الجمامزة في سنة أربع وعشرين وستمائة وطريق وصوله إليها أن صاحب المدينة المتولي لها في أيام المستظيء بالله بن المستنجد بالله العباسي هو الأمير عز الدين أبو فليته قاسم جده ثم ابنه جماز جد الجمامزة ثم ابنه قاسم بن جماز إلى أن قتله بنو لام وكان صاحب الترجمة نازلا في عزبة قريبا منه فلما بلغه قتله توجه مسرعا إلى المدينة حتى دخلها وملكها وذلك في السنة المذكورة ولم يتمكن الجمامزة من نزعها منه ولا من ذريته إلى الآن وأقام شيحة في الولاية مدة طويلة وكان يستنيب في غيبته ابنه عيسى المكنى به وقدر أنه توجه إلى العراق فظفر به بنو لام أيضا فقتلوه فطمع الجمامزة في المدينة مع كون عيسى بها وجاء منهم جماعة على حين غفلة للاستيلاء عليها ففطن بهم عيسى فقبض عليهم ويقال إنه قتلهم فالله أعلم ذكره ابن فرحون وتعقبه الفاسي بأن الذي في ذيل المنتظم لابن البزوري أن عمر بن قاسم بن جماز انضم إليه في صفر سنة تسع وثلاثين جمع عديد وأخرجوا شيحة من المدينة ولم يزل هاربا حتى تحصن في بعض التلال أو الجبال ثم عاد لإمرة المدينة ولم أدر متى كان عوده وتوفي سنة سبع وأربعين وستمائة كما ذكره ابن البزوري في تاريخه قتلا من بني لام وقال الفاسي إنه وجد في تاريخ بعض المصريين أن الملك الكامل صاحب مصر أمره أن يكون مع العسكر الذي جهزة لملكه لإخراج راجح بن قتادة الحسني وعسكر المنصور صاحب اليمن في سنة تسع وعشرين وستمائة وذكر أيضا أنه وصل إلى مكة في ألف فارس جهزهم الصالح بن الكامل صاحب مصر في سنة سبع وثلاثين وستمائة وأخذها من نواب صاحب اليمن ولزمهم شيحة ونهبهم ولم يقتل منهم أحد ولزم وزير ابن التعزي ثم خرجوا منها لما سمعوا بوصول العسكر الذي جهزه صاحب اليمن مع راجح بن قتادة وابن النصيري لا أدري هل كان شيحة في سنة تسع وثلاثين أميرا على مكة مع العسكر أو مؤزرا لهم فقط وكانت ولايته للمدينة بعد قتل قاسم بن جماز بن مهنا الحسيني جد الجمامزة وقال المجد ولي الأمير شيحة المدينة سنة أربع وعشرين وستمائة انتزعها من الجمامزة ببأسه وسطوته وحده وشوكته وذلك أن الأمير قاسم بن مهنا كان منفردا بولاية المدينة من غير مشارك ولا منازع فلما توفي تولى مكانه أكبر أولاده جماز جد الجمامزة واستمر في ولايته إلى أن توفي ثم استقر في موضعه ولده قاسم بن جماز بن مهنا واستقر فيه إلى أن قتله بنو لام وركبوا من قبله صهوة الملام وكان الأمير شيحة نازلا في عزبة قريبا منه فلما بلغه قتل قاسم أمهر من مجتبي شأنه المباسم فركب سيل الفرصة وسلكها ولم يزل مسرعا حتى دخل المدينة وملكها وذلك في سنة أربع وعشرين وستمائة فاستقر فيها استقرار المعان الشامخ الأعيان ولم يتمكن من نزعها منه ومن ذريته إلى الآن وأقام الأمير شيحة في ولايته مدة طويلة وبرهة
اسم الکتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 447