اسم الکتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 423
عطاء وعبد الله وعبد الملك ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين تابعي كان أبوه فارسيا روى عن مولاته وعائشة وأبي هريرة وميمونة وزيد بن ثابت وأبي رافع والمقداد بن الأسود وابن عباس ورافع بن خديج وطائفة وعنه الزهري وعمرو بن دينار وسالم بو النضر وصالح بن كيسان ويحيى بن سعيد الأنصاري وأسامة بن زيد الليثي وآخرون وخرج له الستة وذكر في التهذيب وكان فقيها مقرئا إماما مجتهدا كثير الحديث رفيع الذكر من أحسن الناس بحيث دخلت عليه امرأة فراودته فامتنع فقالت إذا أفضحتك فتركها في منزله وهرب فحكى أنه رأى يوسف الصديق في النوم يقول أنا يوسف الذي هممت وأنت سليمان الذي لم يهم وكان الحسن بن محمد بن الحنفية يقول هو أفقه من سعيد بن المسيب بحيث كان سعيد يحيل في المسائل عليه ويقول إنه أعلم من بقي وعن قتادة قدمت المدينة فسألت عن أعلم أهلها بالطلاق فقيل سليمان وقال مالك كان من علماء الناس بعد ابن المسيب وقال ابن سعد كان ثقة عالما رفيعا فقيها كثير الحديث وقال أبو زرعة ثقة مأمون فاضل عابد وقال ابن حبان كان من فقهاء المدينة وقرائهم وقد ولي سوق المدينة لأميرها عمر بن عبد العزيز وكان يصوم الدهر وعطاء أخوه يصوم يوما ويفطر يوما مات وهو ابن ثلاث وسبعين في عشر الثمانين سنة أربع وتسعين وهو غلط أو سنة أربع أو سبع ومائة وسبع أصح وأكثر وصحح ابن حبان سنة عشر قال وكان مولده سنة أربع وعشرين والأخوة الأربعة ممن حمل عنهم العلم قال ابن حبان وهو مولى ميمونة ابنة الحارث ووهبت ولاءة لابن عباس وبه جزم غير واحد ويقال إنه كان مكاتبا لأم سلمة.
1653 - سليمان أبو الربيع الغماري المالكي كان من شأنه التجرد والتقلل من الدنيا والتعبد بحيث يأخذ في الموسم قوته كفافا ويتصدق بما زاد وكان الشيخ عمر الخراز يشتري له إدامه ويحاول هو ذلك بنفسه ولم يزل كذلك حتى كف بصره فعرض عليه القيام بما يحتاج من الإدام فأبى وكان يضع القدر على كانون فحم ويضع فيها ما تيسر فإذا طابت أكل مما وجده فيها ما تيسر فإذا طابت أكل ما وجده فيها على أي وجه كان وينزل فيملأ الإبريق بنفسه فيقول له القيم أو غيره ممن يعتقده يا سيدي أنا أكفيك ذلك فيأبى ولم يزل على طريقته حتى مات قاله ابن فرحون قال وأخبرني الجمال المطري أن السنة التي جاء فيها التتر إلى أطراف الشام وتحرك عليهم فيها الملك الناصر أيقن الناس أنه لا يكون في تلك السنة حاج وأن المسلمين اشتغلوا بأنفسهم فهم الأشراف والمجاورين والخدام وقالوا نغتالهم ونقتلهم ونطيب المدينة مهم وجال الكلام بين الناس حتى أرجفوا بالمجاورين والخدام قال الجمال فجئته وهو في الحرم فقلت له يا سيدي ما ترى ما الناس من الوعيد والتهديد فقل لي ما يقولون فقلت كذا كذا فقال إنهم يكذبون بل هذه السنة أمن السنين والسلطان طيب وسيحج في هذه السنة وكانت سنة
اسم الکتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 423