اسم الکتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 356
فرحون اليعمري وذكره شيخنا في الدرر فقال أبوعبد الله المقري شرف الدين أخو حسين المتقدم ذكره ولد سنة ستين وستمائة وسمع قطعة من المطر لابن دريد على العز الحراني وسمع الشفاء من ابن تاميث في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وسمع أيضا من الرشيد أبي بكر محمد وأبي الحسن ابني عبد الحق بن مكي بن الرماص وحدث ذكره ابن رافع في معجمه وأورد عنه بالإجازة وقال كان خيرا صالحا متصدرا للإقراء بجامع عمرو بمصر ثم انتقل إلى المدينة النبوية وحدث بها قلت وحدثنا عنه محمد بن علي السحولي بمكة بالسماع ومات في صفر سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.
1309 - الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب أبو عبد الله وأبو الطاهر القرشي الأسدي وأمه صفية ابنة عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه وحواريه وأحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وتوفي وهو عنهما راض وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة في أحدهم وسابع من في المدنيين لمسلم أسلم بعد أبي بكر الصديق بيسير وهاجر إلى الحبشة والمدينة وكان ممن دخل المدينة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتخلف عن غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه يوم بدر عمامة صفراء وكان معتجرا بها فيقال إنها كانت يومئذ سيما الملائكة وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ارم فداك أبي وأمي" وقال ابنه عبد الله إنه لم يل إمارة قط ولا جباية ولا خراجا ولا شيئا وقال فيه حسان:
وإن امرءا كانت صفية أمه ... ومن أسد في بيته لمرقل
له من رسول الله قربى قريبة ... ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل
وكم كربة ذب الزبير بسيفه ... عن المصطفى والله يعطي ويجزل
وكان رضي الله عنه كثير أفعال الخير والرزق أوصى إليه عثمان وعبد الرحمن بن عوف والمقداد بن الأسود وابن مسعود وعبد الله بن عمرو وأبو العاص بن الربيع فكان يحفظ على أولادهم مالهم وينفق عليهم من ماله ولما امتنع من قبول وصية مطيع بن ألأسود قائلا له إن في قومك من ترضى قال له مطيع إنك دخلت على عمر وأنا عنده فلما خرجت قال نعم ولي تركة المرء المسلم فقبل حينئذ وكان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فما يدخل بيته منها درهم بل يتصدق بذلك كله وبارك الله في تجارته بل بارك في تركته حتى قامت بدينه وفضل منها فضل كبير لورثته والقصة بذلك مشهورة ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أربعين سهما بالغابة وإحدى عشر دارا بالمدينة ودارين بالبصرة ودارا بالكوفة وأخرى بمصر وشهد يوم الجمل ثم انفصل عن المعركة بعد قليل إلى موضع يعرف بوادي السباع قريبا من البصرة فقتل به يوم الخميس لعشر خلون من جمادي الأولى سنة ست وثلاثين وفي هذا اليوم كانت الواقعة وكان سبب
اسم الکتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 356