اسم الکتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 322
والرضي الطبريين والشريف أبي عبد الله الفاسي وابن حريث وغيرهم بمكة والمدينة في آخرين كجده لأمه قاضي مكة الجمال ابن المحب الطبري وجد أمه المحب الطبري مما لم نقف عليه وأشغله خاله النجم الطبري القاضي في المذهب الشافعي فحفظ الحاوي والتنبيه ثم تحول مالكيا واشتغل على قاضي اسكندرية الشمس بن جميل وقاضي دمشق الفخر سلامة وأبي عبد الله الغرناطي بمكة وقرأ الأصول على العلاء القرنوي والنحو عليه وعلي العز النشائي وجود للسبع على العفيف الدلاصي بمكة وأبي عبد الله القصري وصحب الشريف أبا عبد الله الفاسي بمكة مدة طويلة ورباه وسلكه وأخذ عنه طريق القوم وأبا محمد البسكري وتلقن منه وأخذ عنه وصحب الشيخ خليفة وآخرين وحدث بالكثير سمع منه والد التقي ودرس وأفتى مع الفضيلة والشهرة الجميلة وكونه وافر الصلاح ظاهر البركة شديد الورع والاتباع له من الجلالة عند الخاص والعام ما لا يوصف خصوصا المغاربة والتكاررة والسودان فإنهم كانوا يرون الاجتماع به من كمال حجهم وكانوا يحملون إليه الفتوحات الجزيلة فيفرقها على أحسن الوجوه بل كان يستدين ويحسن إلى الخلق بحيث انفرد في بلاد الحجاز بذلك ويقضي الله دينه وكان مبتلى بالوسواس في الطهارة والصلاة بحيث يعيد الصلاة بعد صلاته بالناس وربما أذن العصر ولم ينته من الإعادة حتى إنه يبكي في بعض الأحيان ولما مات أوصى بكفارات كثيرة خوفا من حنثه فيما صدر منه من الأيمان فنفذت ودفن بالمعلاة على جده الإمام ضياء الدين المالكي ومولده في شوال سنة ثمان وثمانين وستمائة واستقل بإمامة المالكية من سنة ثلاث عشر وسبعمائة حين موت أبيه إلى أن مات فكان سبعا وأربعين سنة وممن أخذ عنه الجمال بن ظهيرة وكان أقدم من لقيه وفاة وذكر في معجم شيوخه بالوصف بشيخ الحرم وبركته وأنه كان عالما صالحا مباركا ظاهر البركة مع الورع الشديد حصل له من الجلالة والعظمة والقبول عند الخاص والعام ما لم يحصل لأحد من أقرانه ولم يخلف بعده مثله.
1144 - خليل بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الحافظ غرس الدين وصلاح الدين أبو الصفا وأبو الحرم وأبو سعيد الأقفهسي المصري الشافعي ولد في عشر السبعين وسبعمائة وسمع الحديث على خلق كالصلاح الزفتاوي وابن حاتم وعبد الواحد الصردى والمطرز والشهاب المظفر وابن الشيخة ومريم ابنة الأذرعي بالقاهرة ومصر وعلى ابن صديق والشمس بن سكر وغيرهما بمكة والمدينة والشهاب أحمد بن أبي بكر بن العز وأبي هريرة بن الذهبي وابن أبي المجد وفرج الحافظي وخديجة ابنة ابن السلطان وغيرهم بدمشق وجد في الطلب وتخرج بالزين العراقي وولده والهيثمي وغيرهم وتميز في معرفة المتأخرين والمرويات والعوالي مع بصارة في المتقدمين وخرج لنفسه المتباينات وأحاديث الفقهاء الشافعية ولغيره كمعجم ابن ظهيرة ومشيخة المجد إسماعيل الحنفي وغيرهما من شيوخه وأقرانه وتقدم في هذا الفن مع
اسم الکتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 322