responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 282
يقول ويشير بإصبعه إلى معاوية - {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} الأنبياء 111 فاشتد على معاوية ذلك فقالوا له دعوته فاستنطقته يعني استفهمته ما عني بالآية فقال مهلا فأبوا عليه ودعوه فأجابهم فأقبل عليه عمرو بن العاص فقال له الحسن أما أنت فقد اختلف فيك رجل من قريش وجزار أهل المدينة فادعياك فلا أدري أيهما أبوك وأقبل عليه أبو الأعور السلمي فقال له الحسن ألم يلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان يعني اسم أبي الأعور ثم أقبل عليه معاوية يعينهما فقال له الحسن أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن قائد الأحزاب وسائقهم وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو عمرو رضي الله عنهم أجمعين ثم أن الحسن رجع بآل بيته من الكوفة ونزل المدينة ومن مآثره أنه حج خمسة عشر حجة قيل أكثرها ماشيا من المدينة إلى مكة وإن نجائبه لتقاد معه وذكره مسلم فيمن سكن الكوفة وكان سيدا حليما ذا سكينة ووقار وحشمة كارها للفتن والسيف جوادا ممدحا كريما بحيث كان يجيز الواحد بمائة ألف درهم تزوج سبعين امرأة وقلما كان يفارقه أربع ضرائر ولما قال أبوه رضي الله عنه يا أهل الكوفة لا تزوجوا الحسن فإنه رجل مطلاق قال له رجل والله لنزوجنه فما رضي أمسك وما كره طلق وعن ابن سيرين أنه تزوج امرأة فبعث إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم وقال ابن الزبير وروينا من أوجه أنه لما احتضر قال لأخيه الحسين يا أخي إن أباك استشرف لهذا الأمر فصرفه الله عنه ووليه أبو بكر رضي الله عنه ثم استشرف له فصرف عنه إلى عمر ثم لم يشك وقت الشورى أنه لا يعدوه فصرف عنه إلى عثمان فلما قتل عثمان بويع ثم نزع حتى جرد السيف فما صفت له وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا النبوة والخلافة فلا أعرفن بما استخفك سفهاء الكوفة فأخرجوك وقد كنت طلبت إلى عائشة رضي الله عنها أن أدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت نعم فإذا مت فاطلب ذلك إليها وما أظن القوم إلا سيمنعونك فإن فعلوا فلا تراجعهم فلما مات أتى الحسين عائشة رضي الله عنها فقالت نعم وكرامة فمنعهم مروان فلبس الحسين ومن معه السلاح حتى رده أبو هريرة فآل الأمر إلى دفنه بالبقيع إلى جانب أمه وقال ابن حبان في ثقاته إنه قال لأخيه إذا أنا مت فاحفر لي مع أبي وإلا ففي بيت علي وفاطمة رضي الله عنهما وإلا ففي البقيع ولا ترفعن في ذلك صوتا فلما مات أمر الحسين بالحفر له في بيت علي وفاطمة رضي الله عنهما فبلغ ذلك بني أمية فأقبلوا وعليهم السلاح وقالوا والله لا تتخذ القبور مساجد فنادى الحسين في بني هاشم فأقبلوا بالسلاح ثم ذكر قول أخيه لا ترفعن في ذلك صوتا فحفر له في البقيع وقال محمد بن إبراهيم التيمي إنه لما مات الحسن رضي الله عنه وأرضاه بعث سعيد بن العاص بريدا يخبر معاوية وبعث مروان أيضا بريدا أن الحسن أوصى أن يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن

اسم الکتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 282
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست