اسم الکتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 251
ويطعمونها خيلهم هؤلاء مسلمون وهذا شهر رمضان وأنت مسلم وتسمع قراءتهم القرآن وضجيج الأطفال والنساء في الليل فوافقهم على ذلك وطلبوا القاضي وأربعة أنفس من كبار البحرية وحضروا قدام خربندا وخلعوا عليهم وأعادوهم وباتوا فما أصبح للمغل أثر وأنزلوا المجانيق وأثقالها رصاصا والطعام والعجين وغيره وهذه الحركة تكفيه إن شاء الله تعالى ذخيرة ليوم حسابه حقن دماء المسلمين ودفع الأذى عنهم وكان السلطان أبو سعيد تزوج بابنته بغداد وكان ابنه دمشق قائدا لعشرة آلاف فارس فدالت دولتهم وزالت سعادتهم وتنمر لهم أبو سعيد وقتل دمشق خواجا ولده وهرب أبوه إلى سلطان هراة مستجيرا فآواه ثم أدخله القلعة ثم أشار عليه بعض المفسدين بقتله فقتله ونقل في تابوت إلى بغداد في سابع عشر شوال سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وصلى عليه في المدرسة المستنصرية فعل ذلك بإشارة ابنه بغداد خاتون وسلم إلى أمير الركب العراقي بمرسوم السلطان أبي سعيد ليأخذه معه إلى الحجاز الشريف ويدفنه في تربته التي بناها في مدرسته المشار إليها تحت الشباك الذي يستنشق من الحجرة النبوية الروح والريحان ويتنعم من شميم فوائح جوها نسيم الرضى والرضوان فلما وصلوا به إلى عرفات وقفوا به الوقفة ثم حملوه في محمل السلطان أبي سعيد ودخلوا به ليلا إلى مكة وطافوا به حول البيت وصلوا عليه ثم حملوه معهم إلى المدينة فلما أرادوا أن يدفنوه في تربته لم يمكنهم صاحب المدينة حتى يشاور الملك الناصر هكذا ذكره بعض المؤرخين وأما الصلاح الصفدي فإنه قال لما جهزت ابنته بغداد تابوته ليدفن بالمدينة بلغ الخبر السلطان الملك الناصر فجهز الهجن إلى المدينة وأمرهم أن لا يمكنوه من الدفن في تربته فدفن تابوته في البقيع وجه الجمع بين القولين ظاهر وهو أنه يحتمل أن السلطان أرسل بالمنع وأمير المدينة أرسل بالاستئذان فتوافقا والله أعلم ولعل دفنه بالبقيع كان من دلائل قبوله وأقرب إلى نيل مقصوده ومأموله وأدل على درك مراده وسؤله من الاقتراب بعد وفاته من حرم الله وحرم رسوله توفي في العالم المذكور شهيدا وخلف من الأولاد تمرتاش ودمشق خواجا وصرغان شبرا ويغبصبطي وسلجوق شاه والأشرف والأشتر انتهى ما ترجمه بن المجد وهو في الدرر وتاريخ الفاسي ويقال إن سبب المنع من دفنه بتربته كونه إذا وضع فيها للقبلة تكون رجلاه للجهة الشريفة فإن ترتبه غربي المسجد بخلاف الجواد وغيره ممن دفن في شرقي المسجد فإن رؤوسهم إلى جهة الأرجل الشريفة فالله أعلمم ومضى ابنه جلوخان قريبا.
808 - جؤبة بن عبيد أبو عبيد الديلمي عن أنس وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعنه يزيد بن أبي حبيب وابن عجلان وعياش بن عياش القتباني وروى عنه غنجار فقال حؤبة بحاء مهملة وهو تصحيف مات سنة سبع وعشرين ومائة قال ابن حبان
اسم الکتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 251