بسم الله الرحمن الرحيم
تصدير
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله نبي الهدى وخاتم النبيين.
أما بعد
لقد خص الله تعالى أمة الاسلام بأعظم خاصية حفظ الله بها دينه وشريعته متمثلة في علم الاسناد بحيث تم نقل الدين على أعين الرجال ومسامع الحافظين ... فما تجد من أمر من أمور الدين إلا وأمكنك ان تعلم صحة نسبته إلى تعالى أو نبيه صلى الله عليه وسلم من عدمه ...
وسخر الله تعالى لحفط شريعته قرآنا وسنة كتابا وحكمة رجالا وعلوما وإمكانات، فأما الرجال فحفاظ هذه الامة وعدولها وثقاتهم وضابطوهم وأما العلوم فكل العلوم التي تناولت كل أمر يخص أمر تمحيص الخبر الصحيح الثابت نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غيره من كتب تراجم وتواريخ الرجال وكتب في علل الحديث وآفات الاسناد ومدونات في قواعد قبول الخبر أورده وموازين التحمل والاداء وأنواع العلل ومراتب الصحة ودرجات العدالة والتوثيق ...
ولقد ظهر في عهدنا الحديث أنواع من الفنون والعلوم الحديثية لم تكن موجودة بحجمها الرائع هذا أيام السابقين من الحفاظ والائمة مما تبعه بالحتم ظهور موازين اصطلاحية ومقررات نقلية لا يمكن لاحد من الناس أجمعين إنسهم وجنهم، تقيهم وفاجرهم، أم يرد منها شعرة ولا ينكر منها شيئا.