اسم الکتاب : الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية المؤلف : البزار، أبو حفص الجزء : 1 صفحة : 65
الرجل وطفق النَّاس يلومون ذَلِك الرجل على مَا فعل وَكَونه سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ مُحْتَاجا الى مَا لبسه وَقد علم انه لَا يمْنَع شَيْئا يسْأَله فَقَالَ الرجل معتذرا اليهم إِنِّي لم أطلبها لألبسها لَكِن لأجعلها لي كفنا عِنْد موتِي
قَالَ الرَّاوِي فامسكها عِنْده حَتَّى كَانَت كَفنه
وَهَذَا حَدِيث مَشْهُور قد رَوَاهُ غير وَاحِد من الْحفاظ النقلَة الثِّقَات وَهُوَ من اوضح الدَّلَائِل على مَا قُلْنَاهُ بل أبلغ فِي الْجُود والتواضع وَكسر النَّفس وكرم الاخلاق
وحَدثني من اثق بِهِ ان الشَّيْخ رَضِي الله عَنهُ كَانَ مارا يَوْمًا فِي بعض الازقة فَدَعَا لَهُ بعض الْفُقَرَاء وَعرف الشَّيْخ حَاجته وَلم يكن مَعَ الشَّيْخ مَا يُعْطِيهِ فَنزع ثوبا على جلده وَدفعه اليه وَقَالَ بِعْهُ بِمَا تيَسّر وأنفقه وَاعْتذر اليه من كَونه لم يحضر عِنْده شئ من النَّفَقَة
وَهَذَا ايضا من الْمُبَالغَة فِي عدم اكتراثه فِي غير مَا يقرب الى الله تَعَالَى وجوده بالميسور كَائِنا مَا كَانَ وَهَذَا من أبلغ إخلاص الْعَمَل لله عز وَجل فسبحان الْمُوفق من شَاءَ لما شَاءَ
وحَدثني من اثق بِهِ أَن الشَّيْخ رَضِي الله عَنهُ كَانَ لَا يرد أحدا يسْأَله شَيْئا كتبه بل يَأْمُرهُ أَن يَأْخُذ هُوَ بِنَفسِهِ مَا يَشَاء مِنْهَا
اسم الکتاب : الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية المؤلف : البزار، أبو حفص الجزء : 1 صفحة : 65