responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاشتقاق المؤلف : ابن دريد    الجزء : 1  صفحة : 148
حَكَمة الدابّة. ووجد في بعض كُتُب بني أميَّة إلى عامله: " فاحْكُمْ فلاناً عن كذا وكذا " أي امنعْه عنه. وقد سمت العرب حَكَماً، وحَكِيماً، ومُحكِّماً، وحَكَّاماً، وحَكَّامَةَ. والحِكْمة معروفة، في التنزيل: " وآتَيناهُ الحُكْمَ صبيِّاً " قال: النبوّة، والله أعلم. وأحكمتُ الشيء أُحِكمُه إحكامّاً، إذا أحْسَنَ صنعتَه. وسُمِّيت الخوارجُ المحكَّمة لقولهم: " لا حُكْمَ إلاَّ لله ". وأبو جهلٍ سمِّي به في الإسلام، لِجهْله وعداوته النبيَّ صلى الله عليه وسلم. قال حسان:
النَّاسُ كنَّوهُ أبا حَكَمٍ ... والله كنّاهُ أبا جهلٍ
والجهل: ضدُّ العلم. يقال: ما كان ذلك في جاهليّةٍ ولا عالمِيّة. والمجاهل: الفلَوات التي لا يُهتَدى إليها؛ فلاةٌ مَجهلٌ.
ومن رجالهم: الحارث بنِ هشامِ بن المغيرة، أخو أبي جهل بن هشام، وكان من عظماء قريش، وقد مرَّ. انهزَمَ يومَ بدرٍ وأسلمَ بعد ذلك فحسُنَ إسلامُه، فقال فيه حسان:
إنْ كنتِ كاذبةَ الذي حدَّثْتِنِي ... فنجوتِ مَنْجَى الحارثِ بنِ هشامِ
تركَ الأحبَّةَ أن يُقاتِلَ دونَهم ... ونجا برأسِ طِمِرَّةٍ ولجامِ
فقال الحارث يعتذر من فِراره:
الله يعلمُ ما تركتُ قِتالَهم ... حتى حَبَوْا فرسيِ بأشقرَ مُزْبِدِ
وعلمتُ أنِّ إنْ أقاتلْ واحداً ... أُقتلْ ولا يَنْكَأْ عدوِّيَ مَشهَدِي
فصَدَفْتُ عنهمْ والأحبّةُ فيهِمُ ... طمعاً لهمْ بعقابِ يومٍ مُفْسِد

اسم الکتاب : الاشتقاق المؤلف : ابن دريد    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست