responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاشتقاق المؤلف : ابن دريد    الجزء : 1  صفحة : 143
مَتَى، إنَّما عهدِي به مُذْ عَروبةٌ ... وتسعةُ أيّامِ لِغُرّة ذا الشَّهرِ
فقال:
ثَوَى بين أيّامِ ثلاثٍ كوامل ... مع اللَّيل أو في الصّبح من وَضَح الفجرِ
فانتبهَت الرُّفقةُ بمخاطبتي له، فقالوا: مَن نَعَى لك؟ فقلت: نَعَى عبد الله ابن جُدعان. فقالوا: لو بقي أحدٌ لسخاءٍ أو عِزٍّ وَمجد لبقي عبد الله بن جُدْعان! فقال الجنَّيّ:
أرى الأيامَ لا تُبقِي عزيزاً ... لعزّتِه ولا تُبقي ذليلاً
فقلت له:
ولا تُبْقِي من الثَّقَلين شُفْراً ... ولا تُبقي الحُزُونَ ولا السُّهولا
قال: فانصرفْنا إلى مكّة فوجدناهُ قد مات في تلك الليلة التي ذكرها.
وكان أميّةُ بنُ أبي الصَّلت مدّاحاً له ونديماً، فشرب يوماً وكانت لابن جُدعان قَينتانِ، فلما شرِب أميّةُ نَظَر إلى إحدى القَيْنَتين فغامَزَتْه فوقعت في قلبه فباتَ ساهراً، فلمّا أَصبح غدا إلى عبد الله بن جُدعان وأنشأ يقولك
أأذكرُ حاجتي أمْ قد كفاني ... حَيَاؤُك إِنّ شيمتَك الحياءُ
وعِلُمك بالحقوق وأنتَ قَرْمٌ ... لك الحسبُ المهذَّب والسَّناءُ
كريمٌ لا يغيِّرهُ صباحٌ ... عن الخُلُق الكريمِ ولا المَساء
إذا أثنى عليك المرءُ يوماً ... كفاه مِن تعرُّضِه الثَّناءُ
تبارِي الرِّيح مكرُمةً ومَجداً ... إذا ما الكلبُ أجْحره الشِّتاء

اسم الکتاب : الاشتقاق المؤلف : ابن دريد    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست