اسم الکتاب : يوميات شامية المؤلف : ابن كنان الجزء : 1 صفحة : 102
وقال: هل تبك من هو ... وسط الجنان مخلّد
ومذ ذكرت الليالي ... التي مضت فيه أُنشد
مؤرّخاً آه نخ: ... والله قد مات أحمد
ربيع الأول والثاني، لم يقع فيهما ما يؤرخ.
الشريف يحيى بن بركات
جمادى الأولى، في حادي عشره، توفي السيد يحيى بن السلطان بركات.
تولى إمرية الحج الشامي سابقاً، وتولى سلطنة الحجاز، ثم ذهب للروم، وتولى القدس، وذهب إلى مكة المشرفة، ورجع إلى دمشق، ونزل دار بني الأرنؤوط. ووعد بمنصب، فتمرض وتوفي ليلة الجمعة، وصلي عليه يوم الجمعة بعد الصلاة في الجامع الأموي، ودفن بتربة سيدتنا رقية رضي الله عنها.
جمادى الثانية، وردت السليمانية للملا محمد البكري، وكان متمرضاً.
محمد البكري
رجب، أوله الأربعاء، وقيل الخميس، فيه توفي محمد أفندي بن أحمد أفندي البكري، وذلك يوم الجمعة، وصلي عليه بالجامع ودفن بتربة الشيخ رسلان.
شعبان، أوله الخميس، في سادسه، أول الخلوة البردبكية بدمشق، وكان ختماً حافلاً حضره أكابر وأعيان، تقبل الله من الجميع.
وبعده في ثاني عشره وردت السليمانية لحامد أفندي، مفتي دمشق الشام.
درس النابلسي
وفي يوم الثلاثاء ختم درس التفسير بالسليمية الشيخ عبد الغني النابلسي، وحضر خلق كثير.
وفيه تمرض شيخنا ملا إلياس، كان محققاً في العلوم، زاهداً في الدنيا، قليل التردد على الحكام، متقشفاً، مقيماً في مسجد العداس، والله ينظر إليه بالخير والعناية والعافية.
نزهة في الباسطية
وفي يوم الاثنين رابع عشرهن كنا نحن وجماعة من الأصحاب بالباسطية بالصالحية، وكان بعض أفاضل، وكانت المطالعة في شرح المنفرجة لمنشيء هذا التاريخ. ومكثنا من بكرة النهار إلى العشي، وبينها وبين الجسر الأبيض رمية حجر من شماليه، لأنها من المتنزهات المعدودة والأماكن المقصودة، حسنة العمارة والرونق، ذات إيوان عالي الجناح والجوسق، بحرتها تسر الأنظار وتنسي الأكدار، يترقرق من جوانبها لجين الماء، وينطبع من صفائها في جوها السماء، وقلت ممتدحاً لها عدة أبيات:
ابسط رجاءً للسّرور وفرحةً ... بالباسطّية، واكتفي بالغال
شّتتّ أكدار التكدّر والجفا ... وأتيت منها هادياً للبال
تسليك بركتها ونزهة حسنها ... عن ربوةٍ غنّا وعن خلخال
والورد في الجنبين من جنباتها ... قد أعكفت أغصانه على السّلسال
لله يومٌ في دارها خلته ... يحكي المقام بجنّة الأفضال
ثم انقضى اليوم، كانقضاء النهار بنجوم حنادسه، والتقم الغم قلب المعنى، كما التقم القلب وساوسه.
الملا إلياس الكردي
وفي صبيحة النصف من شعبان، سلمنا على مولانا ملا إلياس بجامع العداس، وهو كثير التوعك. وفي عشية يوم ذاك الثلاثاء، توفي إلى رحمة الله، وفي صبيحة يوم الأربعاء، صلي عليه بجامع المصلى، وكانت الخلق لا تحصى، ودفن بالباب الصغير قرب شيخه السيد حسن بن المنير.
أخذ ببلاده عن الأجلاء بها، ثم ورد بغداد ولازم ملا علي الكردي، وأخذ عن الشيخ إبراهيم الكوراني نزيل المدينة، وورد دمشق وحضر دروس الأجلاء بها، وانتفع به خلق كثير. وكان يقرئ في ساير العلوم، وله حاشية على عصام، وحاشية الجامي، وحاشية علي القيرواني شرح السنوسية. وتقريره في غاية الحسن والجودة، رحمه الله وعفا عنه.
وفي ثالث عشرين شعبان، كنا في زيارة ولي الله الشيخ عمر الخباز، وفي ثاني يوم زرنا الشيخ بايزيد.
رمضان، لم يقع فيه ما يؤرخ.
القافلة
شوال، في أوسطه خرج الحج، وفي آخره رجعت المزيربتية، ورحل أمير الحج قبل الهلة بيومين.
ذو القعدة لم يقع فيه ما يؤرخ.
ذو الحجة، في عاشره، كان الخميس العيد، فيكون أوله الثلاثاء.
فتنة في دمشق
وفي آخره توجه القاضي بيري زاده، ووقع فتنة من جهة تسفير القبجي الذي جاء من جهة المعاملة، وسكر الجامع ثم فتح، وذلك يوم الجمعة آخره.
وفيه وردت مكاتيب العلا، وفيها أخبار مسرة.
محرم الحرام سنة 1139 الذي هو من شهور سنة تسع وثلاثين وماية وألف
30 - 8 - 1726م
الحكومة
اسم الکتاب : يوميات شامية المؤلف : ابن كنان الجزء : 1 صفحة : 102