اسم الکتاب : نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب المؤلف : ابن سعيد المغربي الجزء : 1 صفحة : 308
ما أوجت حرباً في الحرم، فقام قيدار فيهم خطيباً، وقال: "اعلموا معشر العرب أن هذا الحرم كنتم قد عثتم فيه، وأبحتم حرمته، وسفكتم الدماء في أرجائه، فشتت الله شملكم منه، وأبعدكم عنه، وزالت البركة منكم، وارتفعت الرحمة عنكم. ثم رحمكم الله بنبيه إبراهيم وابنه إسماعيل، فعمرت بهما بلادكم، وردكم الله ببركتهما إلى أوطانكم؛ فلا يكن شكر نعمة الله التعرض لنقمته. أين عقولكم؟ أين أفكاركم؟ اعتبروا بما تقدم، وانظروا فيما تأخر! ". ثم نزل فاصطلحوا، ودانوا له على ألا يكون الملك لا في العمالقة ولا في جرهم، وتوارثته بنو إسماعيل من حينئذ.
وذكر السهيلي وغيره أنه كان فيمن ملك بور بن شوحا، وهو أول من عتر العتيرة، وأن أباه شوحا ملك قبله، وهو أول من سن تعظيم رجب وحرمته، فتبعته العرب. ومنهم يزن، وهو الطعان الذي تنسب إليه الرماح اليزنية، ومنهم دوس العتيق، وكان أحسن الناس وجها، وكان قطورا بن كركر بن عملاق قد غلب بنوه على الحرم، فأخرجهم دوس منه.
وذكر صاحبا التيجان والكمائم أن الذي ولي ملك مكة وسدانة البيت بعد قيدار ابنه:
نبت بن قيدار
ثم تغلب بنو جرهم على ذلك، فجاء سليمان عليه السلام إلى مكة، وسلطان الحجاز حينئذ البسر بن الأغلب بن عمرو
اسم الکتاب : نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب المؤلف : ابن سعيد المغربي الجزء : 1 صفحة : 308