بل أيها الراكب المخبر أو النا ... عي ابن لي لأمّك الهبل
ما فعل الفارس المحامي إذا ما ال ... حرب فرّت أنيابها العصل «1»
أأنت أبصرته على شرف ... لله عيناك أيها الرجل
من فوق جذع أناف شائلة ... ترمي إليها بلحظها المقل
إن كنت أبصرته كذاك فما ... أسلمه ضعفه ولا الفشل
ولو تراه عليه شكته ... والموت دان والحرب تشتعل
في موطن والحتوف مشرعة ... فيها قسيّ المنون تنتضل
والقوم منهم مضرّج بدم ... وموثق أسره ومنجدل
وفائظ نفسه وذو رمق ... يطمع فيه الضباع والحجل
في صدره كالوجار من يده ... يغيب فيها السنان والفتل
يميل منها والموت يحفزه ... كما يميل المرنّح الثّمل
في كفه عضبة مضاربها ... وذابل كالرّشاء معتدل
لخلت أنّ القضاء من يده ... وللمنايا من كفّه رسل
يا ربّ يوم حمى فوارسه ... وهوّ لا مرهق ولا عجل
كأنه آمن منيّته ... في الرّوع لما تشاجر الأسل
في موطن لا يقال عاثره ... يغصّ فيه بريقه البطل
أبا السّرايا نفسي مفجّعة ... عليك والعين دمعها خضل
من كان يغضي عليك مصطبرا ... فإن صبري عليك مختزل
هلّا وقاك الرّدى الجبان إذا ... ضاقت عليه بنفسه الحيل
أم كيف لم تخشك المنون ولم ... يرهبك إذ حان يومك الأجل
فاذهب حميدا فكل ذي أجل ... يموت يوما إذا انقضى الأجل
الموت مبسوطة حبائله ... والناس ناج منهم ومحتبل
من تعتلقه تفت به أبدا ... ومن نجا يومه فلا يئل «2»