قال: انطلق فأتني بأخويك.
قال: تبعثني إلى رياح فيضع عليّ العيون والرّصد، فلا أسلك طريقا إلّا اتبعني له رسول، ويعلم ذلك أخواي «1» فيهربان مني. فكتب إلى رياح لا سلطان لك على موسى. وأرسل معي حرسا أمرهم أن يكتبوا إليه بخبري «2» .
قال أبو زيد: وحدثني عمر بن شبّة، قال: حدثني محمد بن اسماعيل، قال: حدثني موسى، قال:
أرسل أبي إلى أبي جعفر: إني كاتب إلى محمد، وإبراهيم، فأرسل موسى عسى أن يلقاهما «3» ، وكتب إليهما أن يأتياه، وقال لي أبلغهما عني فلا يأتيا أبدا، وإنما أراد أن يفلتني من يده، وكان أرقّ الناس عليّ، وكنت أصغر ولد هند، وأرسل إليهما:
يا بني، أمية إني عنكما غان ... وما الغنى غير أني مرعش فان
يا بني أمية إلّا ترحما كبري «4» ... فإنما أنتما والثكل مثلان «5»
أخبرني عمر، قال: حدثنا أبو زيد، قال: حدثني عبد الله بن راشد بن بريد، قال: سمعت الجراح بن عمر، وغيره، يقولون:
لما قدم بعبد الله بن الحسن وأهله مقيدين، وأشرف بهم على النجف، قال لأصحابه: أما ترون في هذه القرية من يمنعنا من هذا الطاغية؟ قال: فلقيه ابنا أخي الحسن، وعلي مشتملين على سيفين، فقالا له: قد جئناك يابن رسول الله، فمرنا بالذي تريد. فقال: قد قضيتما ما عليكما ولن تغنيا «6» في هؤلاء شيئا فانصرفا «7» .