اسم الکتاب : مفاكهة الخلان في حوادث الزمان المؤلف : ابن طولون الجزء : 1 صفحة : 190
جلس فوق أمير ميسرة، فنهاه النائب، فقلل أدبه، فأمر باعتقاله، فأخرج من القبة مرسماً عليه إلى القلعة، ورسم باعتقال المعلم أحمد الأقرع، الذي له بعض تكلم في المارستان النوري، بعد أن كان هو اعتقل على جماعة من أرباب وظائفه، منها القاضي الرضي الغزي، والنجم، الخيضري، والزيني عبد القادر العدوي، فأمر النائب بفكهم من الاعتقال، وأكرم النجم الخيضري، وهو دليل على قلة دينه.
ولما دخل دمشق لم يطلب، وعليه خلعة خضراء بطراز حافل، وعلى يمينه الشافعي بخلعة صفراء بمقلب سمور خاص، كان قد بعث إلى دوادار ليعملها لنفسه، فآثر بها الشافعي، وهي بكمين صغيرين، فلما استقر بدار السعادة، أمر المناداة حسب المرسوم الشريف من المقام الشريف وبالأمان والاطمئنان، وإبطال المشاة من بيوت الحكام، وأن لا يحمل أحد سكينا.
وفي يوم الجمعة سابعه صلي صلاتها بجامع تربة العجمي بالحدرة الذي هو محل الحشرية.
وفي يوم الثلاثاء حادي عشره ذهب رجل دين بفرس له إلى فسيل له ببستان، جوار ضريح الشيخ سراج، بمحلة المزاز، من أرض بثنية، فتبعه عدو له ومعه جماعة، فضربوه بالسكاكين وقتلوه، وأخذوا فرسه، وأرادوا دفنه بخشخاشة هناك، فلم يمكنهم ذلك من الخوف؛ ثم بعد أيام رمى استادار النائب عبد العزيز الحلبي على أهل تلك المحلة، وأهل كفر سوسيا مالاً كثيراً، وأخذ من بعض التجار، الذي له بستان هناك، نحو مائة دينار، ولم يلتفت إلى ما رسم به السلطان، حينئذ العادل، لأهل دمشق، من أنه إذا قتل قتيل بمحلة لا يغرم أهلها بسببه، بل يتبع الغريم؛ ونقش ذلك في جميع حارات دمشق على الحيطان الحجر؛ ثم بعد أيام قبض على اثنين من غرماء القتيل، وهرب الثالث بالفرس، وهو عدوه الكبير منهم.
وفي بكرة يوم الاثنين سابع عشره دخل من مصر إلى دمشق الأمير يلباي العادلي، نقيباً لقلعة دمشق، في أبهة حافلة، لم يدخلها نائب الشام.
وفي يوم الأربعاء تاسع عشره أمر النائب بإشهار النداء للحاج، بأن ما لكم أمير إلى الحجاز إلا ملك الأمراء، وأظهر النفقة على خروجه لذلك، وصادر الخواجا ناظر الجيش بدمشق ابن النيربي، الذي كان في العام الماضي أمير الحج، وكان قد عين أيضاً لهذه السنة، وأخذ بركه، ونهب مال زوجه قصروه بجوار منزل
اسم الکتاب : مفاكهة الخلان في حوادث الزمان المؤلف : ابن طولون الجزء : 1 صفحة : 190