اسم الکتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 65
كذلك وجدت هذه الجماعات أن بعض الكائنات لها قدرة خارقة أو أنها كانت تتصف بالقدرة على الخلق أو الثبوت والدوام أو القضاء على غيرها من كائنات؛ فرأت إحدى الجماعات أن الثور مثلًا قادر على الإخصاب وإنتاج الذرية فقدسوه كما وجدت جماعة أخرى أن نوعًا من الأشجار له صفه الثبوت والاستقرار؛ فقدسوا هذا النوع من الشجر ورأت جماعة ثالثة بأن اللَّبُؤة تمثل البطش والقوة فقدسوها وهكذا.
تطور التفكير الديني:
وجد المصري القديم في الكائنات المحلية صفات الخلق؛ ولكنه لم يفكر في كيفية الخلق بعد، ولم يكن هناك ما يمنع من تقديس الظواهر الطبيعية جنبًا إلى جنب مع الكائنات المحلية كما أن انتصار جماعة من الجماعات على ما جاورها كان يعد بالتالي انتصارًا لمعبودها على معبود الجماعة المغلوبة، ومع هذا كان يسمح لمعبود الجماعة المغلوبة بالبقاء كمظهر آخر للمعبود الأقوى أو كممثل لصفة من صفاته.
ويعد انتقالًا من تمثيل المعبودات المحلية في صورة الحيوان أو بعض الكائنات الأخرى إلى تمثيلها في صورة إنسانية تطورًا كبيرًا لم يصل إليه المصري؛ إلا بعد أن بلغ مرحلة معينة من الحضارة، فبداية تحكم الإنسان وسيطرته على الحيوان والعالم المادي من حوله من جهة وبداية التقليل من شأن القوة الجسمانية من جهة أخرى جعل الإنسان يقدر ما للبشر من مزايا فتخيل آلهته في صورة إنسانية؛ ولكنه للتمييز بينها صار يصورها على هيئة الإنسان برأس يمثل رأس المعبود الأصلي أو برأس أضيفت إليه علامة مميزة لذلك المعبود، فمثلًا صورة الإله أمون
اسم الکتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 65