responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 273
مختلف أنحاء إمبراطوريتهم، ومن أهم هذه الطرق طريقان كبيران أنشأهما "دارا": أحدهما يصل بين ليديا والعواصم الفارسية، والثاني يبدأ من مصر إلى فارس ويمتد شرقًا حتى حدود الصين، كما أنشئوا المراكز التجارية والخانات لتأمين المسافرين ومدهم بما يحتاجون إليه من زاد ومؤن؛ فكانت هذه الطرق والوسائل سببًا في تثبيت الحكم المركزي وعاملًا من عوامل نقل المظاهر الحضارية بين مختلف أنحاء الشرق الأدنى القديم، ولم تقف عقبة في سبيل الانتقال من مكان إلى آخر؛ إذ اشتهر الفرس بإقامة القناطر على الأنهار بحيث تتحمل عبور مئات الأفيال فوقها.
وقد تمتعت الولايات التابعة للإمبراطورية بشيء من الحرية؛ إذ سمح لها باستعمال لغتها الخاصة وعاداتها وتقاليدها وديانتها وعملتها، بل وبقاء أسرتها الحاكمة أحيانًا مما جعل بعض الولايات تحس بأنها أحسن حالًا في تبعيتها لفارس من خضوعها لقادتها أنفسهم؛ لأن هؤلاء الأخيرين كانوا يرهقونها بالضرائب؛ بينما كان ملوك فارس وخاصة "دارا" الأول يحدد الضرائب التي تجيء من كل ولاية على حسب إمكانياتها الطبيعية.
وقد اهتم معظم الملوك بتحسين إنتاج الأراضي الزراعية؛ فلجئوا إلى حفر القنوات كما نقلوا بعض النباتات والأشجار والحيوانات والطيور من بيئة إلى أخرى بقصد تعميمها وتنميتها في غير مواطنها التي جلبت منها، كما حاولوا استنبات أنواع جديدة من النباتات في مختلف أنحاء الإمبراطورية، ومع أن الفلاحين كانوا مرتبطين بالأرض في الملكيات الكبيرة بحيث يكونون ما يشبه الرقيق؛ إلا أن بعض الفلاحين كانت لهم ملكياتهم

اسم الکتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست