اسم الکتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 187
أنه ابن إله الطقس، وأن هذا الأخير قد افتقده في وليمة دعا إليها إله الشمس العظيم الآلهة الأخرى، ولكن هؤلاء لم يشبعوا ولم يشعروا بالارتواء، فأرسل إله الشمس رسولًا لكي يحضره ولكنه لم يجده، وقد أمر إله الطقس بالذهاب بنفسه للبحث عنه وإحضاره، ولكنه عجز عن ذلك وفشل في إخراج ابنه من مدينته؛ وأخيرًا عاد هذا الإله غاضبًا ثائرًا إلا أن أحد الآلهة هدأه بسلسلة من التعاويذ السحرية حتى عاد إلى مكانه في معبده وأبعد كل ما من شأنه إيقاف الخصب.
وإلى جانب هذه الأساطير توجد أساطير أخرى ولكنها من أصل أجنبي غالبًا وتقل أهمية عن تلك التي أشرنا إليها.
الحياة الاقتصادية
تتنوع مظاهر البيئة في آسيا الصغرى، فالهضبة الوسطى يصعب الاستقرار فيها إلا في أودية الأنهار، أما على الجبال فالمجال للاستقرار محدود للغاية لخلوها من الأشجار وشدة البرودة وقسوة المناخ فيها، وعلى هذا فإن الموطن الذي استقر فيه الحيثيون كانت تكثر به القنوات والأودية، اعتمد في حياته الاقتصادية على الزراعة قبل كل شيء، ومما يؤيد ذلك أن القوانين الحيثية حفلت بالكثير من المواد المتعلقة بالزراعة وما يرتبط بها؛ غير أن سلاسل الجبال الضخمة سرعان ما ظهرت مواردها وكان غناها بالمعادن سببًا في استغلالها، فالتجار الأشوريون الذين عاشوا في
اسم الکتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 187