responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 92
بحادث مهم، ونظرًا لأن تعداد الماشية الذي كان يتم كل عامين كان من الأمور المهمة في حياة المصري؛ فقد أرخ الأحداث ابتداء من منتصف الأسرة الثانية بالنسبة لرقم التعداد في حياة الملك الحاكم، ومن الأسرة الحادية عشرة استعاض عن ذلك بذكر رقم سنة الحكم في عهد الملك الجالس على العرش وإن كان قد التزم باحتساب سنوات عهد كل ملك ابتداءً من بداية السنة المتفق عليها "أي: ابتداء من اليوم الأول من الشهر الأول من فصل الفيضان"؛ ولذا كان يضيف السنة التي يتوفى فيها الملك إلى عهد الملك الجديد. وأخيرًا أصبحت العادة أن تحتسب سنوات حكم الملك منذ توليه العرش بغض النظر عن وقت السنة الذي يعتلي فيه العرش وتؤرخ الحوادث تبعًا لذلك على حسب الزمن الذي وقعت فيه بالنسبة لحكم الملك المعاصر أي أن مدة حكم كل ملك اعتبرت تقويمًا قائمًا بذاته؛ فمثلًا يخبرنا سنوهي في قصته بأن الملك أمنمحات الأول توفي في السنة الثلاثين من حكمه في عبارة ترجمتها كما يلي:
"السنة الثلاثون فصل الفيضان الشهر الثالث اليوم التاسع دخل الإله "أي الملك" أفقه "أي توفي" وطار أمنمحات إلى السماء واتحد مع الشمس ... إلخ".
وقد استطاع المصري أن يتوصل إلى حساب الزمن حسابًا لا يكاد يختلف عن حسابنا له إلا بقدر طفيف؛ فقد لاحظ منذ أقدم العصور أن الفيضان يأتيه منتظمًا في كل عام وفي موعد معين، وحدث أن صادف أول يوم في الفيضان ظهور نجم الشعرى اليمانية في المجال الشمسي وقت الشروق مع الشمس في الأفق الشرقي تجاه منفيس، وربط المصري بين هذه الظاهرة وظاهرة الفيضان واعتبرها بداية السنة، وراقب ظهور نجم الشعرى اليمانية وجعل دورته السنوية وحدته الزمنية ثم قسمها على أساس الظواهر المتعلقة بنهر النيل وفيضانه إلى ثلاثة فصول: فصل الفيضان، فصل الزرع، فصل الحصاد، وكل من هذه الفصول قسمه إلى أربعة شهور متساوية كل منها ثلاثين يومًا، ولما كان نجم الشعرى اليمانية يظهر في الأفق الشرقي كل 365 يومًا؛ فإن المصري أضاف خمسة أيام في نهاية

اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست