اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 72
وفي هذه الفترة أيضًا نشأت وحدة سياسية في كل من الوجه القبلي والدلتا مهدت لاتحادهما الطويل الذي بدأه مينا مؤسس الأسرة الأولى.
وتمثل حضارات هذا العصر في الوجه القبلي: العمرة، جرزة، سماينة, أما في الوجه البحري فتمثلها: حلوان "ب" والمعادي.
وقد وجدت آثار هذا العصر في نقادة, وهي تمثل حضارات الوجه القبلي في مراتبها المختلفة؛ ونظرًا لأنها خلت من الكتابة "إذ إن هذه لم تكن قد عرفت بعد"؛ فقد اتبع في ترتيب آثار هذه الحضارات طريقة المقارنة والنسبية, أي: أنها أرخت بالنسبة إلى بعضها البعض، وقد عرفت هذه الطريقة باسم "التوقيت المتتابع" أو "التأريخ التتابعي".
التوقيت المتتابع أو التأريخ التتابعي:
كان الأثري الإنجليزي السير فلندرز بترى "Sir Flindrs Petrie" يشترك في التنقيب عن الآثار فيما بين بلاص ونقادة؛ حيث وجدت منطقة غنية بالآثار التي تنتمي إلى عصر ما قبل الأسرات فأطلق على الحضارة التي تمثلها هذه الآثار اسم حضارة نقادة، ولما شاهد أن هذه الآثار تختلف فيما بينها؛ بحيث يبدو أنها لا تنتمي إلى فترة قصيرة محدودة, رتب الأواني الفخارية والآثار التي كانت موجودة معها حسب تدرج التطور في صناعة هذه الأواني الفخارية؛ فتمكن بذلك من ترتيب الآثار حسب ترتيب ظهورها محاولًا إيجاد علاقة تاريخية بينها. وقد لجأ أولًا إلى تقسيم الأواني الفخارية إلى أنواع يمثل كل منها مرحلة حضارية خاصة عاشت في مرحلة زمنية من عصر ما قبل الأسرات الذي رمز لمدته بأرقام تشمل الأعداد من 1 إلى 100, وبدأ أقدم أنواع الفخار والآثار التي اكتشفها معه بالرقم 30 تاركًا الأرقام من 1 إلى 29 خاليًا عساه يجد من الاكتشافات، كما ترك أيضا الأرقام من 80 إلى 100 لنفس الغرض، وقد أعد بتري بطاقة
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 72